ملاك الرشق: الاقتصاد العاطفي.. أداة فعالة في الأسواق الحديثة

ملاك الرشق: الاقتصاد العاطفي.. أداة فعالة في الأسواق الحديثة


في عالم تسيطر عليه التكنولوجيا، أصبحت الشركات الكبرى تتعقب مشاعر المستهلكين وتحللها بدقة، مستخدمة هذه البيانات لتوجيه قراراتهم واستراتيجياتها. فالعواطف لم تعد مجرد ردود فعل فردية، بل أدوات فاعلة لتحريك الأسواق، خاصة عبر التسويق الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح لهم نشر الرسائل بسرعة وتأثير كبير. كما أن الناس يميلون إلى تقليد بعضهم البعض، حيث ينسخون الأفراد أو المؤثرين الذين يرونهم يمتلكون شيئًا يرغبون في اقتنائه، مما يعزز من قوة العاطفة وتأثيرها على سلوك المستهلكين. أيضًا، تظهر ظاهرة واضحة عندما يواجه المستهلكون عروض وخصومات مغرية، حيث ينجذب الكثير منهم لشراء منتجات لا يحتاجونها فعليًا، فقط لأن السعر أصبح أقل أو لأنهم يشعرون بأنهم يحصلون على صفقة جيدة، مما يعكس كيف تؤثر العروض على القرارات العاطفية وتدفع الناس نحو الإنفاق غير الضروري.أما الحكومات، فبعضها يستخدم العواطف بشكل مباشر لتحقيق أهداف معينة، عبر بث أخبار تثير القلق أو التفاؤل، مثل الحديث عن قرب وقوع كارثة أو حرب وشيكة. هذه التصريحات قد تؤدي إلى هزات في السوق، حيث يتصرف الناس بناءً على ردود أفعال عاطفية، وليس بناءً على معلومات منطقية أو أدلة واضحة.وفي النهاية، يتضح أن فهم الاقتصاد السلوكي أصبح ضروريًا لفهم طبيعة الأسواق الحديثة، التي تتأثر بشكل كبير بالمشاعر والتحيزات. السوق لم تعد مجرد رقعة من البيانات والأرقام، بل مسرح للأحاسيس والتفاعلات النفسية التي تتحكم أحيانًا في مجراها بشكل أكبر من التحليل المالي.