الضمور يكتب: تمكين الشباب.. ما بين الشعارات والحقائق ـ بقلم: المحامي حسين أحمد الضمور

الضمور يكتب: تمكين الشباب.. ما بين الشعارات والحقائق ـ بقلم: المحامي حسين أحمد الضمور


في الآونة الأخيرة، لا تكاد تخلو تصريحات الحكومة الأردنية، وبيانات وزاراتها، من الحديث عن “تمكين الشباب” ودورهم في “المرحلة المقبلة”، وخاصة عند التطرق إلى منظومة التحديث السياسي والاقتصادي. خطاب يبدو منمقاً ومليئاً بالأمل، لكن ما بين القول والفعل مسافة يلمسها كل شاب يجلس في طابور الانتظار الطويل نحو فرصةٍ عملٍ أو أفقٍ سياسيٍّ حقيقي. هل الشباب، كما ترى الحكومة، يملكون فعلاً المقومات التي تؤهلهم للعب دور فاعل في المرحلة القادمة؟ أم أن الحديث عن التمكين هو مجرد غلافٍ فاخرٍ يغطي هشاشة الواقع وفراغ السياسات؟الواقع المؤلم من الناحية العملية، أغلب الشباب الأردني اليوم يُكبل بالفقر، والبطالة، وانعدام الفرص. أكثر من نصفهم إمّا عاطلون عن العمل أو عالقون في وظائف غير مستقرة، تُشعرهم بأنهم يدورون في حلقة مفرغة. كيف يمكن لشاب لا يجد قوت يومه أن يتحدث بثقة عن العمل السياسي والمشاركة في صناعة القرار؟هل الحديث اليوم عن الشباب تمكين أم تخدير ،؟! قد يرى البعض أن تكرار مصطلح “تمكين الشباب” ما هو إلا إبرة تخدير سياسية واجتماعية، الهدف منها امتصاص الغضب المتزايد لدى الشباب الأردني، خصوصًا في ظل تزايد الهجرة وغياب الأمل بمستقبل واضح. فالتمكين لا يكون بخطاب عاطفي، بل برؤية ممنهجة تبدأ من التعليم وتنتهي في البرلمان.المطلوب تمكين اقتصادي حقيقي يخلق فرص عمل منتجة، تحفظ كرامة الشاب وتبني ثقته بنفسه.مساحات سياسية آمنة للشباب، بعيدًا عن الوصاية والرقابة المفرطة.مراجعة جادة لمخرجات التعليم وربطها بسوق العمل، حتى لا يبقى الشاب ضحية شهادته.ثقافة مجتمعية جديدة تحترم العمل السياسي، وتؤمن بالشباب كقادة لا كمجرد متلقين.الشباب هم قلب الوطن النابض، وصمام أمان مستقبله. فإن أحسنا الاستثمار فيهم، قطفنا الثمار، وإن أبقيناهم في دائرة الإقصاء والتهميش، فالعاقبة ليست مأمونة.تمكين الشباب ليس مشروعاً إعلامياً، بل هو مشروع وطني إنقاذي… فإما أن يكون حقيقياً، أو فلنكفّ عن رفع شعارات لا تلبث أن تنكسر أمام أول اختبار(قلبي يؤلمني والفكر حيران)