أبو زيد يكتب: كيفية التعامل مع الجاهلين أو الحاقدين.. القضية الفلسطينية كمثال! – بقلم: زيد أبو زيد

أبو زيد يكتب: كيفية التعامل مع الجاهلين أو الحاقدين.. القضية الفلسطينية كمثال! – بقلم: زيد أبو زيد


يبدو أننا مضطرون دومًا إلى الحديث عن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية باعتزاز وحدّة وصلابة، لأننا لا نناقش دومًا أصحاب رأي وفطنة ، بل أننا في هذا الفضاء الإلكتروني الجامح سنتصبب عرقًا ونكتب المزيد والمزيد حتى نبين حقيقة الأمور حول القضية الفسطينية وثوابت الأردن الراسخة عبرالتاريخ لحقوق الشعب الفسطيني شعبًا وقيادة، لأن في هذا العالم من ينكر كل ما يقدم لفسطين من شقيقه الأردني سواء على المستوى الإغاثي الإنساني أو على صعيد المواقف السياسية الثابته، وأهما أن الأردن يرفض الحرب على غزة مهما كانت مسبباتها ويرفض سياسة القتل والتجويع وحرب الإبادة التي يمارسها الجيش الصهيوني والحكومة الصهيونية بقيادة المطلوب للعدالة الدولية مجرم الحرب نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، وما يجعلني وغيري نكتب بهذه الحدة حورانا الى جاهل أو حاقد يريد أن يسقط وجهة نظره المريضة على الحقائق والبديهيات وتنفيذاً للمثل الشعبي عنزة ولو طارت؟، لأنه باختصار يريد حصر موقف الآخر بالتأيد الأعمى لفصيل هنا أو هناك دون اعتبار للقضية المركزية وهي قضية فلسطين العادلة وحقها في الحصول على استقلالها وعاصمتها القدس وحقيقة أن الأولوية الآن وقف الحرب على غزة وادخال المساعدات لان ما يجري في غزة حرب إبادة وتجويع وليس مهمًا هنا أن أقف مع أي فصيل أو تنظيم بل المهم الوقوف مع الشعب الفسطيني وحقوقة المشروعة. وهنا يبدو أننا يجب أن نبين للبعض أننا في الأردن نتألم لما يحدث في غزة وعموم فلسطين ونقدم كل جهد على المستوى الرسمي والشعبي ولا نسمح لأحد بالمزاودة على مواقفنا ، وهنا يبدو أننا يجب أن نبين الآتي عندما يصرّ شخص ما على أن رأيه حقيقة في حين أن رأيه هو رأي شخصي وخاص به، قد يكون صحيحاً، وقد يكون عكس ذلك، فالرأي باعتباره تعبيراً عن تقييم فهو يعتمد على الحكم الشخصي أو الانطباع أو الاعتقاد، وفي الوقت نفسه يمكن الوثوق به أو عدم الوثوق، أما مفهوم الحقيقة فهو الذي يشير إلى معلومات تقريرية بالإمكان ملاحظتها والتأكد من دقتها. وهذا يعني أن الحقيقة شيء يمكن إثباته إما بواسطة البرهان المنطقي أو بوصف الواقع وهو الأمر المتفق عليه. أما الرأي فهو وجهة نظر شخصية تعبر عن مشاعر أو معتقدات قد نتفق مع قائلها أو لا نتفق فلماذا يصر البعض على رأيه باعتباره حقيقة ولا يقبل الحقيقة رغم الإثباتات والأدلة ، والإجابة أنه إما جاهل أو حاقد وخاصة في الموضوع الفلسطيني هذه الأيام الذي أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي مرتعًا لكل شخص يريد بث سمومه في سماء الوطن على قاعدة المثل الشعبي”عنزة ولو طارت” ما يعني العناد والإصرار على رأيه الخاطئ حتى لو ظهرت براهين قاطعة على خطئه. ويقال أن أصل هذا المثل يعود إلى قصتين متداولتين، إحداهما عن رجلين شاهدا جسماً أسود من بعيد، فقال أحدهما إنه غراب، بينما أصر الآخر على أنه عنزة. وعندما اقتربا، طار الجسم الأسود، لكن الرجل أصر على رأيه وقال “عنزة ولو طارت”. وفي القصة الأخرى، يطلب رجل من زوجته بيع بطة على أنها عنزة، ويصر على ذلك حتى بعد أن يمسكها رجل آخر ويجعلها تطير أمام الجميع، ويقول “عنزة ولو طارت”، وليس وراء الإصرار إلا الحقد أو الجهل المطبق، وهذا ما تم فعليًا في إنكار قوافل المساعدات الاردنية الى غزة وفتح المستشفيات الميدانية في القطاع المحاصر والمدمر وفي الموقف الاردني الثابت من القضية الفلسطينية أو التقليل من شأنها ، فكان لابد من التوضيح.إنّنا في بلدٍ عظيم، ووسط شعبٍ عظيم، في ظل قيادةِ ملك حكيم يقود البلاد إلى العلياء، ويجلس مرارًا وتكرارًا في كل محافل الدنيا ومراكز القرار الدولي لينقل للعالم حجم الألم الفلسطيني ، وحجم المأساة في غزة وفلسطين، وما لحق البشر والشجر والحجر والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين من أذى وتدمير وانتهاكات على يد المحتل الاسرائيلي بقوة ودقة وصدق وشفافية، ويقف بكل قوة ومعه الشعب والجيش والاجهزة الامنية سدًا منيعًا لمنع التهجير للشعب الفلسطيني من غزة والضفة الغربية، محافظين على العهد منذ الأزل ، سعيًا لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في نيل على دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف .ولكن، يبدو أنّ هناك فئة قد تعودت الاصطياد في المياه العكرة مستغلة حرية الرأي وحرية التعبير متجاهلة للقوانين وأن الحرية لا تعني المساس بالأمن والإستقرار وسيادة الدولة، ولكنها تجاهلت كل ذلك لأن لديها أجنداتها الخاصة ، أو تعودت السلبية أو كليها معًا؛ لأنّها متأصلة في نفسها، لأنّها تعمل وفق أجنداتها الخاصة، و لاستهتارها باستقرار الوطن وأمنه، ولزرع الفرقة بين العباد في البلاد، وخاصة في ظل هذه الظروف واستغلت كل مناسبة لبث الأكاذيب بحق أجهزة الدولة حتى في موضوع المساعدات الإغاثية لغزة خلال مدة الحرب التي اقتربت من عامين مستغلة قضية مقدسة تعتبر قضية الأردن المركزية عربيًا وقوميًا، ويجري خلالها اغتيال الشخصيات، والتخوين، وإنكار الحقائق، ويستخدم فيها أصحابها التضليل، ونقل القصص المبتورة؛ لتنفيذ أجندات مشبوهة وخدمة أغراض باتت معروفة للجميع.وهنا أقول إنّنا على ثقة مطلقة بوعي المواطن الأردني ونضجه، وسيفوت الشعب الفرصة على دعاة إثارة الفوضى، وإنّ أحاديث دغدغة المشاعر وإثارة الرأي في استغلال غير مشروع لحرية التعبير لن تنجح في ثني الاردن عن عمله الدؤوب في دعم الشعب الفسطيني وقضيته العادله حتى نيل حقوقه المشروعة وحتى تتوقف الحرب الهمجية على غزة والضفة الغربية ، وان شعينا من على قدر كبير من النضج والوعي ليكتشف حجم الكذب والتزيف في خطاب هذه الفئة الضالة وليكشف أجنداتها ويعري خطابها التحريضي ويمنعها من التواجد في شوارعه وساحاته ، وستبقى فلسطين قضية الاردن المركزية والقدس درتها ولن ينجح جاهل أو حاقد في إنكار دور الأردن.