الضمور تكتب: كلنا حراس على حدود وطننا… فلا نسمح بخرقها – بقلم: الدكتورة هند جمال الضمور

الوطن لا يُبنى بالخطب وحدها، ولا يُحمى بالشعارات. بل يُصان حين يقف كل فرد على ثغرته، يقظًا، صادقًا، أمينًا… لا يتسلل من ورائه الخذلان، ولا تعبر عبره خيانة أو تقصير.قالها من قبل سيّد الخلق ﷺ:”من قاتل دون أهله وماله ودينه فهو شهيد، وكلّكم على ثغرة من ثغور الإسلام، فلا يُؤتينّ من قِبَلكم.”واليوم نقولها بلغة الوطن:كلّنا على ثغرة، فلا يُؤتينّ الأردن من قِبلنا!المعلم في مدرسته…الواعظ في مسجده…الجندي في موقعه…الطبيب في ميدانه…الموظف في عمله…القاضي في منصته…والمواطن في ضميره وسلوكه…كلٌّ منا يحمل مسؤولية لا تقل شأنًا عن غيره، وإن تباينت الصور والمسميات.ثغور الوطن ليست حدودًا جغرافية فقط، بل هي منظومة من القيم والمواقف والمواقع:من ثغرة الكلمة الصادقة،وثغرة السلوك النزيه،وثغرة الموقف الشريف،وثغرة الواجب الذي لا يُؤجَّل ولا يُؤدى بفتور.فإن غفل الحارس، أو تخاذل الصادق، أو صمت الشريف…انكشفت الثغور، وتسلل الخطر، وعمّ الندم بعد فوات الأوان.لذلك، لا ننتظر أمرًا فوقيّا لننهض…بل نبدأ من مواقعنا، من ضمائرنا، من تلك اللحظة التي نقول فيها:لن يُؤتى الأردن من قبلي!لن يُخدش أمنه بسكوتي،ولا تُهدَر كرامته بتخاذلي،ولا يُساء إليه بصمتي.هذه ليست كلمات حماسة… بل ميثاق شرف،وعهدٌ بين الإنسان وأرضه… أن يبقى واقفًا على ثغرته، لا يغفو، ولا يُساوم، ولا يُبدّل.