الشهوان يكتب: القبائل الأردنية حراس الهوية الوطنية ـ تأليف: محمد نوفان الشهوان

الشهوان يكتب: القبائل الأردنية حراس الهوية الوطنية ـ تأليف: محمد نوفان الشهوان


في ظل الأحداث الأخيرة التي شاهدناها في الجنوب السوري و تدخل العشائر السورية التي هبّت ، كانت بمثابة إعادة إحياء لأهمية العشائر في الوجدان الوطني و تذكير لضرورة وجدوهم في المجتمعات على إمتداد التاريخ. نحنُ اليوم لسنا بصدد المديح أعي ذلك تماماً لكن حقاً علينا أن نُعيد تذكير الجميع سياسيين و أصحاب القرار بأنّ تكون على ثقة تامة بقوة و إخلاص أبناء العشائر لأرضهم و قيادتهم ، اذا نظرنا الى مؤوسساتنا الأمنية سنجد أنَّ منتسبيها هم ثُلةً من أبناء العشائر الأشاوس الذين أخذوا على عاتقهم صون الأرض و العرض فالجُندي الذي لم ترمش عيناه على الحدود في أقسى الظروف الجوية و الجغرافية هو إبن العشيرة و الشرطي الذي يُواصل الليل بالنهار متجولاً في كبد الليل هو إبن العشيرة و الرجل الإستخباري الذي يجمع المعلومات حتى و لو على حسابِ روحه لكي ننعم بالأمن و الأمان هو إبن العشيرة ،العشائر لم تستمد شرعيتها في السلاح او إحداث خراب يمسُ أمن بلادها القومي و لم تتحالف مع تيارات و جهات خارجية لكي تكونَ في السُلطة إنما إستمدت شرعيتها بإنتمائها و تضحية ابنائها و بدمائهم التي روّت هذهِ الأرض ، ف وصفي التل الذي يُعتبر رمزاً و تعبيراً صادقاً في حُب الأرض و الذي باتَ خالداً في وجدان الأردنيين هو ابن عشيرة من شمال المملكة ، حابس المجالي البطل و الفارس البدوي الأصيل الذي اتسمَ برجولة الأردنيين و مروئتهم ليُشكّلَ لهم رواية وطنية بطولية خالدة تُدرّس لجيلٍ بعدَ جيل هو إبن عشيرة من جنوب المملكة ،العشائر ليست نظرية أو وجهة نظر قابلة للإثبات او قابلة للنقاش إنما هيَ سردية تاريخية و شرعية ثابتة لا يُمكن تجاهلها او إنكارها .