د. مريم علي اليماني: أشكر الله، الأردنيون يظلون أوفياء

في عالمٍ باتت فيه المبادئ تُباع وتُشترى، والوطنية تلبس أقنعة المصالح، يبقى الأردني ــ ولله الحمد ــ صورة ناصعة لرجلٍ لا يخون، وامرأة لا تفرّط. الأردني لا يخون لأنه وُلد على ثرى نقي، تشرب من ترابه الوفاء، وتربى في حضن أمهات غرسن في أبنائهن أن الشرف لا يُجزأ، وأن الوطن ليس سلعة موسمية تُعرض في الأزمات.لا يخون لأن الخيانة ليست في قاموس البادية ولا في وجدان الريف، ولا في ضمير المدينة. الأردني يعلّم أبناءه أن الكرامة لا تباع مهما اشتدت الحاجة، وأن الوفاء للوطن ليس خيارًا، بل فطرة.هو الذي يقف في وجه العاصفة، لا يغادر مكانه، ولا يساوم على قضيته. في عزّ الجوع، يحافظ على شرفه، وفي عزّ الفوضى، لا يمدّ يده بسوء لوطنه أو لأخيه.الأردني لا يخون لأنه جنديٌ في ساحة التضحية حتى لو كان مدنيًا، ومثقفٌ في ساحة الفكر حتى لو كان بسيطًا، وشجاعٌ في ساحات المواجهة حتى لو كان أعزل.الخيانة ليست من طين الأردن. من نشأ في كنف الحسين، وترعرع في ظل عبدالله، وحفظ الوصية من الملك الباني، لا يعرف للغدر سبيلاً.الحمد لله أن الأردني لا يخون، لأنه اختار أن يكون مع الحق، ومع العدل، ومع الوطن، حتى في زمن التبدلات السريعة والولاءات الهشة.هو الذي تراه شامخًا كجبال عجلون، ثابتًا كصخور الكرك، صامدًا كأهل معان، ومخلصًا كجند المفرق، ومؤمنًا كأبناء الطفيلة، ومحبًا كما أهل السلط.وإذا تحدثنا عن الغدر، فلن نجد له جذورًا في أرضٍ رُويت بدماء شهداء الجيش العربي في القدس والكرامة، وعلى أسوار فلسطين.فليطمئنّ القلب، ويهدأ العقل، فالأردني ــ رغم كل ما يُعانيه ــ لا يخون.بل يظل أمينًا على وطنه، وعلى قيادته، وعلى أهله، حارسًا أمينًا لبوابة العروبة، وحاملًا لراية الكرامة.الحمد لله… الأردني لا يخون.