الشناق تكتب: عندما يُنشأ الطفل على الكذب.. ينفرط الاحترام وتتفكك العائلة – بقلم: نجوى صالح الشناق

في كل بيتٍ طفلٌ يُشكّل نواته الأولى، نواة لا تُبنى بالكتب واللعب والطعام فقط، بل بالكلمة، والنظرة، والموقف التربوي الذي يُزرع فيه كل يوم، وحين تُخطئ الأسرة في غرس القيم، يبدأ الشرخ… بصمت. في زوايا كثيرة من مجتمعنا، نرى أطفالًا يعلو صوتهم على والديهم، يرفضون الاستماع، ويزدرون من هم أصغر منهم، وكأن “التميّز” بات مرتبطًا بالغرور لا بالتواضع، والمشكلة ليست في الطفل، بل في تربية لم تُهذّب النفس، ولم تُعلّمه أن القوة لا تكون في التسلط، بل في الاحترام.حين يُربّى الطفل على النفخة الكاذبة – أي على وهم التفوق والشعور المصطنع بالأفضلية – يكبر وهو يحمل صورة متضخّمة عن ذاته، وصفرًا في مهارات التواصل، طفل لا يُصغي، لا يُشارك، ولا يتحمّل المسؤولية، فيُرهق والديه، ويُربك بيته، ويُهدّد مستقبل علاقاته.الغرور لا يصنع قادة، بل يصنع شخصيات منفصلة، هشّة، تصطدم بالحياة من أول امتحان، أما الانفصال العاطفي عن الآخرين، فلا يحمي الطفل، بل يعزله، ويزرع فيه قسوة لا تُغتفر.في المقابل، تُعلّم التربية الواعية الطفل أن احترام الكبير ليس ضعفًا، والعطف على الصغير ليس دونية، وأن الدفاع عن النفس لا يعني الاعتداء أو الصوت العالي، بل أن التواضع رفعة، والاحترام أساس المحبة.والسؤال الأهم… هل نُربّي أبناءنا ليكونوا محبوبين ومتواضعين، أم نغذّي فيهم غرورًا نخسره نحن لاحقًا؟هل نعلّمهم أن يكونوا أصحاب حق، أم فقط أصحاب صوت مرتفع؟فطفل اليوم… هو ربّ أسرة الغد، فلنُنشِئه بالرحمة، لا بالتضخيم.