المجالي يسلط الضوء على: تحية للمنقذين الشجعان في الدفاع المدني ـ تأليف: نضال أنور المجالي

المجالي يسلط الضوء على: تحية للمنقذين الشجعان في الدفاع المدني ـ تأليف: نضال أنور المجالي


في غمرة الأحداث والمخاطر التي قد تباغت حياتنا، يقف رجالٌ ونساءٌ لا يعرفون التردد، يواجهون الخطر بصدورٍ عامرةٍ بالشجاعة، وقلوبٍ تنبض بالإنسانية. إنهم المسعفون في جهاز الدفاع المدني، أصحاب “الفزعة” الحقيقية، الذين تتجلى بطولتهم في كل ومضةِ ضوءٍ لسيارة الإسعاف، وفي كل نداء استغاثة يلبونه بلهفةٍ وإخلاص. المسعف ليس مجرد فردٍ يحمل حقيبة إسعافات أولية، بل هو خط الدفاع الأول، اليد التي تمتد لإنقاذ الروح، والعين التي ترصد الأمل في أحلك الظروف. يمتلك المسعف مزيجًا فريدًا من المهارات والمعارف؛ فهو الطبيب الميداني الذي يشخص ويقدم العلاج الأولي تحت الضغط، وهو رجل الإطفاء الذي لا يهاب النيران لإنقاذ المحتجزين، وهو رجل الأمن الذي يحافظ على النظام في مواقع الحوادث.تخيل المشهد: حادث سير مروع، دخان كثيف يتصاعد من مبنى مشتعل، أو كارثة طبيعية تضرب بعنف. في هذه اللحظات الفاصلة بين الحياة والموت، يصل المسعف. بخطواتٍ ثابتة ونظراتٍ حادة، يُقيم الموقف، يُطمئن المصابين، ويُقدم الرعاية العاجلة التي غالبًا ما تُحدث الفارق بين الشفاء والمضاعفات، بل بين الحياة والموت. إنهم يعملون في ظروفٍ بالغة الصعوبة، وتحت ضغطٍ نفسي هائل، حيث يتطلب منهم الموقف سرعة البديهة والقدرة على اتخاذ قرارات مصيرية في ثوانٍ معدودة.ولكن، ما لا يراه الكثيرون هو الجانب الإنساني العميق لهذه المهنة. المسعف لا يعالج الجروح الظاهرة فحسب، بل يمسح الدموع، يهدئ الروع، ويبث الأمل في قلوب اليائسين. كم من طفلٍ خائف وجد الأمان في حضن مسعف، وكم من عائلةٍ فقدت الأمل عادت إليها الابتسامة بفضل جهودهم المخلصة. إنهم شهود على أقصى درجات الألم البشري، ومع ذلك يظلون صامدين، محترفين، ومتفانين في أداء واجبهم.في الأردن، يقدم جهاز الأمن العام والدفاع المدني نموذجًا يحتذى به في التفاني والإتقان. إن جهودهم المتواصلة في التدريب والتأهيل، وتوفير أحدث المعدات، تُسهم في رفع كفاءة المسعفين ليتمكنوا من أداء مهامهم على أكمل وجه. وكل هذا الجهد يصب في مصلحة الوطن والمواطن، ليبقى الأردن واحة أمن واستقرار بفضل تضحيات أبنائه البررة.لذا، عندما ترى سيارة إسعاف تندفع مسرعة، أو عندما تسمع صفارات الإنذار، تذكر أن هناك أبطالًا حقيقيين يهرعون لنجدة من يحتاجهم. إنهم رجال الدفاع المدني وغيرهم من المسعفين الأبطال، الذين يستحقون منا كل تقدير واحترام وعرفان. فلنقف إجلالًا لأصحاب “الفزعة” الذين يُضيئون دروب الخطر بنور الإنسانية والشجاعة.حفظ الله الأردن والهاشميين.