العبادي تكتب: أهمية العلاج الطبيعي في تعزيز نوعية الحياة للمرضى ـ بقلم: الدكتورة روزلين تركي العبادي

يُعد العلاج الطبيعي الفيزيائي أحد أنواع الرعاية الصحية للمرضى، خاصة المرتكز منها على التمارين العلاجية و الأنشطة البدنية،و قد أثبتت الكثير من الدراسات حول العالم فعالية العلاج الطبيعي في تحسين جودة الحياة و الصحة العقلية و الرفاهية النفسية للمرضى على اختلاف حالاتهم المرضية. و قد اعتبرت منظمة الصحة العالمية ان مقومات جودة الحياة تعمل على جميع الأصعدة الجسمانية و العقلية و الشعورية و النفسية،و هي تتلخص في قدرة الشخص على القيام بالوظائف الحركية و اللياقة البدنية، و القدرة على التفكير بوضوح و تناسق و الشعور بالمسؤولية و القدرة على اتخاذ القرارات، و إقامة علاقات اجتماعية و الإنخراط في الأنشطة المجتمعية المختلفة، كما تشمل قدرة الشخص على التعبير عن المشاعر و الراحة النفسية دون وجود الإضطرابات.تُقاس جودة الحياة الصحية للأفراد بمجموعة من المؤشرات الدالة على الحالة الصحية المدركة ذاتيًا، و الأداء البدني و العاطفي، و شعور الشخص بالرضا عن نفسه و عن حالته الصحيه و صحة البيئة المحيطة به،و رغبته دومًا في الحصول على حياة بجودة أفضل.أما في المجتمعات فتقاس جودة الحياة الصحية بمجموع التصورات الصحية و البدنية والعقلية و ما يرتبط بها من المخاطر و الظروف الصحية المجتمعية و الحالة الوظيفية، و الدعم الإجتماعي و الحالة الإقتصادية و الموارد على مستوى المجتمع، و الظروف و السياسات و الممارسات التي تؤثر على التصورات الصحية للسكان داخل الدولة.لذا فإن عملية تأهيل المريض القائمة على العلاج الطبيعي الفيزيائي داخل المستشفيات و المراكز من خلال التمارين و الأنشطة و الأدوات المساعدة في الحركة قادرة على تقليل الشعور بالألم و زيادة النشاط الحركي للمريض بشكل عام و استعادة حركة العضلات و المفاصل و تحسين التوازن ، كما تعمل على تقليل خطر السقوط خاصة لكبار السن، و تعزيز الصحة العامة و التقليل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة و مضاعفاتها.مما بطبيعة الحال ينعكس إيجابًا على الصحة العقلية فتجد تحسنًا في الحالة المزاجية و الوظيفة الإدراكية،و رفع مفهوم الذات و الثقة بالنفس ما يُحسن من صورة الجسم بدلًا من الشعور بالحرج و الخجل المرافق للمرض خاصة لذوي الإعاقات الدائمة ، كما تزيد جلسات العلاج الطبيعي من التواصل مع الآخرين من نفس الحالة و الإندماج في المجتمع ، و تقلل من التوتر و القلق و الإكتئاب و يُحسن من عادات النوم .لذا فإن عملية تأهيل المرضى القائمة على العلاج الطبيعي تجود حياة الأفراد و تزيد من رفاهيتهم و تعمل على التوازي بهدف النهوض بالصحة الجسدية و النفسية معًا.