الكردي تكتب: امتحان الرياضيات للتوجيهي.. حقائق رسمية تتناقض مع الواقع ـ بقلم: جوان الكردي

رغم الأرقام والإحصاءات التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم حول نتائج تصحيح “سؤال الدوائر” في امتحان الرياضيات لطلبة الفرع العلمي بالثانوية العامة “التوجيهي”، التي حاولت من خلالها طمأنة الشارع والتأكيد على أن أسئلة الامتحان جاءت ضمن قدرات الطلبة، إلا أن الواقع الذي لامسناه مع أبنائنا يروي قصة مختلفة تماما. منذ اليوم الأول للامتحانات، لم نسمع من أبنائنا إلا قولاً واحدا: صعوبة الامتحان وتعقيده. لا يتعلق الأمر بالرياضيات وحدها، بل يكاد يشمل كل المواد تقريبا هذا العام. وكأنهم أمام امتحانات لم يألفوها من قبل، أقرب إلى فخاخ معقدة لا إلى أسئلة تقيس ما تعلموه خلال عامهم الدراسي.نحن الأهالي، لمسنا هذه المعاناة في وجوه أبنائنا، في تعبهم النفسي، في إحساسهم بالخذلان، في بكائهم الصامت بعد كل امتحان. ولم تكن تلك مجرد انفعالات عابرة. حتى المعلمون، أساتذة عريقون في الميدان، أكدوا لنا أن هذه الدورة مختلفة عن كل ما سبق، وأن الامتحانات لم تكن تراعي الفروق الفردية ولا المنطق التربوي السليم في إعداد الأسئلة.الأرقام التي أعلنها الوزير عن إجابة 34% على السؤال الصعب لا تعني أن الامتحان كان منطقيا، بل تكشف فجوة أكبر: هل يعقل أن ثلث الطلبة فقط يتمكنون من تجاوز سؤال يفترض أنه ضمن المنهاج المقرر؟أما نسبة 72% ممن أجابوا على سؤال الدوائر، فهي لا تعكس صورة الامتحان الحقيقي، بل تركز على جزء معزول من ورقة امتحانية طويلة ومعقدة.هذا العام لم يكن كسابقيه. هذه هي الحقيقة التي نطلب من الوزارة أن تعترف بها، بكل شفافية ووضوح. يكفي أن تسألوا أبناءنا، أو تنظروا في عيونهم، لتدركوا حجم الضغط الذي عاشوه.رسالتنا واضحة: استمعوا إلينا، وثقوا أن ما جرى في امتحانات هذا العام، لم يكن عادلاً، فمصير أبنائنا أهم من أي أرقام أو إحصاءات.