حدادين تناقش: اللواء أنور الطراونة.. مسيرة وطنية وإسهامات لا تُنسى

مدار الساعة – كتبت: رانيا حدادين – في مشهد تختلط فيه مشاعر الامتنان بالفخر، نودّع اليوم قامة وطنية أخلصت في خدمة الأردن وأبنائه، سطّرت صفحات مشرّفة في سجل الأمن العام، وبرحيلها عن ميدان الواجب تبقى سيرتها خالدة في ذاكرة الوطن. إنه عطوفة اللواء أنور الطراونة، الذي أنهى خدمته بعد سنوات طويلة من التفاني والولاء، تُوّجت بترفيعه المستحق إلى رتبة لواء، تكريمًا لعطائه الراسخ وجهوده الجبّارة. منذ أن التحق عطوفته بجهاز الأمن العام، تميز بالانضباط المهني، والفكر القيادي، والقدرة على استشراف التحديات الأمنية والتعامل معها بحكمة واقتدار. لقد عرفته منذ عمله في إدارة مكافحة المخدرات، حيث كان مثالًا في الإخلاص واليقظة، لا يرضى إلا بأداء الواجب على أكمل وجه. لم تكن رتبته مجرد موقع إداري، بل كانت مسؤولية حملها بكل صدق وإخلاص، واضعًا نصب عينيه خدمة الوطن وصون كرامة المواطن.لقد تعدّدت المناصب التي شغلها، وتنوّعت المهام التي أنيطت به، وكان في كل منها نموذجًا للقيادة الواعية، التي لا تبحث عن الضوء، بل تصنعه من خلال الإنجاز والعمل الهادئ الدؤوب. وعبر محطاته المختلفة، ساهم في تعزيز دعائم الأمن، ونشر ثقافة القانون، وبناء جسور الثقة بين رجل الأمن والمجتمع.ما ميّز عطوفة اللواء أنور الطراونة ليس فقط إنجازاته العملية، بل أيضًا إنسانيته العالية، وتواضعه في التعامل، وحرصه الدائم على العدالة. لقد آمن دومًا بأن الأمن الحقيقي ينبع من احترام الإنسان، وأن هيبة المؤسسة تتجلى في رُقيّ من يمثلها.واليوم، ونحن نودّعه بعد هذه الرحلة المضيئة، فإننا نُكبر فيه روح العطاء التي لم تعرف التراخي، ونُثمّن سنوات خدمته التي كانت مثالًا في التفاني والشرف. كما نبارك له هذا الترفيع الذي جاء تتويجًا لجهوده، وتعبيرًا صادقًا من القيادة الهاشمية عن تقديرها لرجالاتها الأوفياء.في الختام، لا يسعنا إلا أن نقف إجلالًا أمام هذه القامة الوطنية، وندعو الله أن يبارك له في صحته ووقته، وأن يوفقه في قادم أيامه. فالأوطان لا تنسى أبناءها المخلصين، والرجال العظماء تبقى بصماتهم نبراسًا يهتدي به من يأتي بعدهم.شكرًا عطوفة اللواء أنور الطراونة… كنت وستبقى عنوانًا للفخر