طفل يتعافى ويستعيد مشيته بفضل علاج مبتكر لأحد أندر أمراض الميتوكوندريا

طفل يتعافى ويستعيد مشيته بفضل علاج مبتكر لأحد أندر أمراض الميتوكوندريا


مدار الساعة – مثّل فقدان طفل في الثامنة من عمره القدرة على الحركة بشكل مفاجئ أول اختبار حقيقي لعلاج تجريبي جديد، قد يفتح الباب أمام مستقبل علاجي لأمراض الميتوكوندريا النادرة، التي طالما عجز الطب عن تقديم حلول فعّالة لها. الطفل شُخّص بإصابته بحالة نادرة ومميتة تُعرف بنقص بروتين، وهو اضطراب يُعطّل إنتاج إنزيم مساعد يُعرف باسم سي اوه كيو 10 ، الضروري لتحويل الدهون والسكريات إلى طاقة داخل خلايا الجسم. ونتيجة لذلك، عانى الطفل من شلل تدريجي، وتيبّس في الأطراف، وإرهاق شديد، ليصبح مقعداً على كرسي متحرك خلال 3 أشهر فقط.لكن نقطة التحوّل جاءت بعد أن خضع لعلاج تجريبي طوّره فريق بحثي في مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك، حيث استهدف العلاج إعادة تنشيط إنتاج سي اوه كيو 10 داخل الجسم. وبحسب موقع “إنتريستنغ إنجينيرينغ” فقد تمكن الطفل بعد شهرين فقط من بدء العلاج من المشي لمسافات طويلة مجدداً، وهو ما اعتُبر إنجازاً علمياً واعداً.شاهد.. شاب يكسر ساقيه لزيادة طوله 20 سنتيمتراً! – موقع 24أقدم شاب ألماني على الخضوع لعمليتين جراحيتين مؤلمتين لكسر ساقيه وزيادة طوله بمقدار 20 سنتيمتراً، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ودفعت كثيرين للتساؤل عن جدوى هذا النوع من الجراحات التجميلية القاسية.من السرطان إلى الميتوكوندريا.. اكتشاف غير متوقعانطلقت شرارة هذا الاكتشاف في عام 2021 داخل مختبر الدكتور مايكل باكولد. واستناداً إلى هذه النتائج، حصل الفريق على موافقة طارئة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدام المركب 4- اش بي في إطار برنامج “الوصول الموسّع”، الذي يتيح استخدام علاجات تجريبية لحالات نادرة لا تمتلك خيارات علاجية معتمدة. نتائج واعدة رغم التحديات بدأ الطفل تلقي جرعات يومية من 4- اتش بي مذابة في الماء، وسرعان ما ظهرت التحسينات، حيث استعاد توازنه وقدرته على التحمل، وتمكن من المشي لمسافة تتجاوز الميل برفقة عائلته. وعلى الرغم من أن بعض التصلّب وصعوبات المشي ما زالت قائمة، فإن حالته تحسنت بشكل غير مسبوق في مثل هذه الحالات.ويؤكد الباحثون أن هذه هي أول حالة معروفة يتم فيها عكس الأعراض العصبية الناتجة عن نقص بروتين اتش بي دي إل ، من خلال تزويد الجسم بسلاسل سي أوه كيو 10 السابقة وليس بالإنزيم نفسه.وقال الدكتور باكولد: “على حد علمنا، هذا أول دليل علمي على إمكانية تحسين أو تثبيت الأعراض العصبية الناتجة عن نقص شي أوه كيو 10 باستخدام سلائفه الأصغر حجماً والأسهل امتصاصاً من قبل الخلايا”.المرحلة المقبلة: سباق مع الزمنيعتزم فريق لانغون حالياً دراسة توقيت العلاج وجرعاته بشكل موسع، بهدف تحديد الفترة الحرجة في النمو العصبي التي يكون فيها العلاج أكثر فاعلية. وتشير أبحاثهم على الفئران إلى أن التدخل المبكر قد يكون العامل الحاسم، إذ يصبح العلاج غير ذي جدوى إذا تأخر عن تلك الفترة.ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه التجربة في تغيير مسار علاج اضطرابات الميتوكوندريا، عبر استهداف مراحل تطور المرض في وقت مبكر، بما يتيح تحسين جودة حياة الأطفال الذين يعانون من هذه الحالات النادرة والمعقدة.