قيس زيادين يتناول بجرأة الوضع الراهن في السياسة والأحزاب.. إلى أين يتجهون؟ ـ بقلم: قيس زيادين

ساخرج عن صمتي بهذا المقال وأشخّص الوضع بحيادية ودون مجاملة. التحديث السياسي بدأ بوتيرة عالية وكثيرون آمنوا ووضعوا وقتاً وجهداً ونعلم كسياسيين ان الديمقراطية عملية تراكمية وما زلنا بالخطوات الاولى.اليوم كل الاحزاب في سبات، وهناك إهمال للملف من عقل الدولة بحجة وجود اولويات اخرى. مع ان ملف التحديث السياسي من اهم الملفات ويجب ان نسخر الكثير لنضمن النجاح مستقبلا. وهنا لا مانع من التدخل الايجابي للدولة لانجاح التجربة. فالأردنيون غابوا عن العملية الحزبية لعقود ونحتاج عقوداً من البناء وهذا طبيعي.اتمنى ألا تفهم نقطتي التالية سلبياً، هناك مشكلة عميقة بفهم الهيئة المستقلة للانتخابات و”الاحزاب” لدورها؛ فالهيئة واجب عليها الارشاد والتدخل وتصحيح الاخطاء بشكل سريع. فقذف كل شيء للمحكمة الادارية التي تأخذ أشهراً يؤدي الى معالجة الاخطاء بطريقة متأخرة وأحيانا مستحيل تنفيذها.فمثلا عندما يكون هناك انتخابات حزبية وهناك اعضاء لا يحق لهم التصويت بموجب الانظمة الداخلية، على الهيئة في هذه الحالة البت فورا بشرعية تصويت الاعضاء. فالطعن بالمحكمة الادارية يأخذ وقتا وقد يستحيل تنفيذ القرار. هذا مثال من عدة امثلة.برأيي الهيئة المستقلة يجب ان تأخذ دوراً فاعلاً وحاسماً لتصحيح الاخطاء بشكل فوري. أما اذا كانت لا تتدخل و مجرد مركز جمع معلومات اذا ليتم تاسيس هيئة من قضاة للنظر و البت سريعا باي مخالفات.الناي بالنفس و الهروب من الدور القيادي الارشادي سيودي الى فوضى وإنحراف بوصلة الاحزاب وإحباط المومنين.الاردنيون امام تجربة جديدة، والارشاد والحزم ليسا عيباً.لن اجامل، التحديث والاحزاب في خطر، والفشل سينهي اي محاولة مستقبلا لفقدان الثقة.الاصلاح الاقتصادي مهم والاداري ايضا، لكن علميا الاصلاح السياسي هو المظلة. هو ما يشكل نظام مكاشفة ومحاسبة.نحن اليوم لم نوسس لمفهوم عمل حزبي ونهرع لاندماج احزاب. فالليبرالي والاشتراكي والشيوعي بنظر البعض يجب ان يكونوا بحزب واحد! و هذا خطأ.ويجب ايقاف البعض من السياسيين من طبقة البزنس من التدخل وشراء الاحزاب وكأنها لعبة.ما الذي يمنع الحكومة الحالية من وجود وزيرين معنيين فقط بملف التحديث السياسي ومتابعته؟واجبي كعضو مشرع في المنظومة ان ادق جرس الانذار.وواجبي ان اقول بصراحة ان هناك من يطيب له فشل التجربة. وبرأيي انه لا مانع من تدخل الدولة من خلال الهيئة لتصحيح المسار والارشاد.مقالي نابع عن قلق وليس مناكفة. لن اكذب او اجمل الصورة.