الخوالدة يطرح رؤيته: المرحلة الأردنية وتعزيز الانتماء العملي ـ تأليف: د. زيد إحسان الخوالدة

الخوالدة يطرح رؤيته: المرحلة الأردنية وتعزيز الانتماء العملي ـ تأليف: د. زيد إحسان الخوالدة


مضى على قيام الدولة الأردنية قرن من الزمان. مئة عام من الصبر والصمود، مئة عام من الكفاح والعمل، مئة عام من التواصل الطيب بين القيادة والشعب، ومئة عام من الإنجاز رغم شُحّ الموارد.ما زال هذا الوطن واقفًا رغم كل ما جرى حوله من نكبات وحروب وتخبط سياسي.ورغم كل محاولات التشكيك بقدرة هذا البلد، بقي الأردن صامدًا.ليس سرًا، فالمسألة واضحة كالشمس:قيادة حكيمة وشعب معطاء.إذا سألك أحدهم:– كيف يعطي الأردني بهذا الكرم والوفاء؟قل له:– لأن قيادته أعطته أولًا، وقدّمت له نموذجًا في الإخلاص والمسؤولية. ولأن هذا الشعب عندما يرى من يحكمه قدوة، يعطي من قلبه ومن حياته.هذا الوطن تجاوز كل محاولات الإضعاف، ووقف شامخًا في وجه كل من تاجر بالأوطان أو أدخل بلده في صراعات وحروب عبثية.الأردن لم يتخلّ عن فلسطين، قدّم الشهيد، وفتح أبوابه للعراق، وظل وفيًّا للعروبة، وكان إلى جانب مصر والسعودية وسوريا والى جانب جميع الدول العربيه.ومع ذلك، لا يزال هناك من يُقلل من قيمة هذا البلد.لكن الحقيقة أن الأردن أثبت، في كل مرة، أنه أكبر من كل التقديرات.واليوم، نحن بحاجة لخطوات عملية في هذه المرحلة:عودة خدمة العلم بروح حديثة تربي الانضباط والانتماء.إصلاح الإدارة الحكومية، ومحاربة الواسطة، وتقوية جهاز الدولة بكفاءات حقيقية.إعادة هيبة الوظيفة العامة من حيث القيمة المادية والمعنوية، حتى يشعر الموظف أن وظيفته جزء من صموده في الأزمات.نحتاج حكومة قوية تضم شبابًا أصحاب طموح، إلى جانب أصحاب الخبرة، تمامًا كما أشار جلالة الملك:”نمزج بين حيوية الشباب وحكمة الكبار ليكتمل العمل.”القوات المسلحة وأجهزتنا الأمنية تحظى باهتمام مباشر من جلالة الملك، وهم دائماً في الخط الأمامي لحماية الوطن.وفي مجال التعليم، لا بد أن نعيد ربط الطلاب بالواقع الذي يعيشونه:تدريس الصحة النفسية في المناهج، وتعليم الطلبة كيف يتعاملون مع الضغوط النفسية، والوسواس القهري، والشراء القهري، والتوتر، وكل ما يمس صحتهم النفسية.وإضافة مسار مهني اختياري للطلبة داخل الجامعة، بحيث يمكنهم تعلم حرفة أو مهارة تطبيقية (كالنجارة، الحلاقة، التصوير، التصميم، الطباعة… إلخ) مقابل ٩ ساعات معتمدة، وبدون رسوم إضافية.حتى يتخرج الشاب أو الشابة بشهادة أكاديمية ومهارة عملية تعينه على الحياة.كما يجب ألا نغفل عن الجانب الديني الذي توليه الدولة اهتمامًا من خلال المساجد، ويجب تعزيز دوره الإيجابي ليكون حصنًا ضد التطرف والانحراف.نحن بحاجة لتربية متكاملة، تُعزز التماسك الأسري، وتبني الإنسان من داخله، نفسيًا، ومهنيًا، وروحيًا.وختامًا:الأردن ليس مجرد دولة… بل قصة كرامة وكفاح، ومشروع وطني طويل النفس.كل مرحلة تحتاج وعيًا جديدًا… وهذه أبجديات مرحلتنا.حمى الله الأردن، قيادةً وشعبًا وأرضًا.