الهروط يسلط الضوء: نقد التصنيفات العالمية للجامعات… يعيق قوتنا بدلاً من تعزيزها – تأليف: د. صهيب علي الهروط

لماذا كلما حققت الجامعات الرسمية تقدما على سلم التصنيفات العالمية، بدأنا ننتقد ونجلد ذاتنا؟ بالرغم من الإشادة بالعطاء والجهود المبذولة، وكان آخرها إعتزاز جلالة الملك وولي العهد بتقدم الجامعة الأردنية على سلم التصنيفات العالمية ، فالتقدم يجعلنا نبدأ المراهنة على أننا نسير بالإتجاه الصحيح في قطاع التعليم العالي وزارة وجامعات معا. وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أكبر المستفيدين من تقدم الجامعات خاصة وعامة ، فما يدور في أروقة الخطط والبرامج والإجتماعات ، يحتاج إلى دعامات وأساسات تساعد في وضع الأرضية الخصبة لتلكما البرامج والخطط والتصنيفات تمثل ذلك . فلعل أبرز ما تستفيد منه هو الحصول على مزيد من الإستقطابات من الطلبة الأجانب في جامعاتنا والتي تشرف عليه بشكل مباشر .كما يساهم في ترجمة واقع مقرراتنا التي أعدت من قبل الوزارة (مادة الثقافة الوطنية) في المساهمة من تبادل الثقافات بين الطلبة في الجامعات (أردنيون وعربا وأجانب) ، ودفع عجلة الموارد المالية في تلك الجامعات مما يساهم بدعمها ، ولا يخفى تأثير ذلك على المجتمع الأردني . وهذا كله يبرهن على جدية صنعنا .إن إنتقاد التصنيفات العالمية لجامعاتنا وإن ركضنا حد اللهث وراءها حقيقة وواقعا ، لأننا نمتلك مخزونا قويا من باحثين وخطط برغم مؤشرات النزاهة البحثية، فما وصلت له جامعاتنا الإردنية يدعو للفخر والإعتزاز ، أما الانتقاد يصيب المنظومة بالضعف والتوهان والوهن ، ويعطي تصورا على عدم الإيمان بمقدراتنا الوطنية من مؤسسات أكاديمية تضم نخبا من المدرسين والطلبة الذين يجوبون العالم عطاءا وعلما .لن أربط بين موضوع التصنيفات وبين تقييم رؤساء الجامعات الرسمية المطروح على الطاولة ، برغم إحتواء جدول التقييم لمعيار التقدم على سلم التصنيفات ، ولن أربط بين سرعه تداول التصريحات في فرض واقع يصعب من اتخاذ القرار ، ولا ننكر أن تقييم الرؤساء مغطا من قبل محركات الصالونات الأكاديمية الباحثة من ثقوب الإبر عن معلومات تخص هذا الرئيس او ذاك . وبين الطامحين للوصول لسدة الجامعات .إن تقييم رؤساء الجامعات الأردنية الرسمية يحتاج للحسم ، والأصل أن الحسم كان مبكرا لخدمة القطاع ، وإبعادا عن التحليلات والتصورات ، وما يتمخض عنه يجب أن يكون مقنعا، وما يهم في هذا الجانب عدم الإقصاء .