العجارمة يكتب: في بداية توليه المنصب.. د. مالك الخريسات يُظهر أن الإنسانية تتجاوز كل المناصب.

العجارمة يكتب: في بداية توليه المنصب.. د. مالك الخريسات يُظهر أن الإنسانية تتجاوز كل المناصب.


مدار الساعة – في خيوط الفجر الذهبية، انطلقتُ اليوم مدفوعًا بشوقٍ عارم نحو جرش، تلك المدينة الساحرة التي تسكن قلبي، والتي تربطني بأهلها الكرام وشائج محبةٍ لا تنقطع. كانت وجهتي اليوم معطرة بعبير التهنئة، حيث قصدت الأخ الغالي الدكتور مالك الخريسات، لأبارك له تسلمه منصب محافظ جرش. أراه فارسًا يترجل عن صهوة الجدارة ليتبوأ هذا المكان الرفيع، وأثق بأنه سيحمل الأمانة بكل اقتدار، بل سيزيد عليها من نبوغ فكره وسداد رأيه. وما هي إلا لحظات حتى تجلى صدق حدسي أمام عيني؛ إذ أقبل رئيس لجنة بلدية النسيم، يحمل في صوته رجاءً وفي عينيه قلقًا، ليخبر المحافظ عن عائلة يتهدد منزلها الانهيار، ملتمسًا تدخله السريع لإنقاذهم من الضياع.فما كان من عطوفته إلا أن انتفض كالغيث، وأجرى اتصالًا بمديرة التنمية الاجتماعية، موجهًا إياها بتأمين مأوى عاجل لتلك الأسرة المنكوبة. وبلغ من حرصه أنه أكد، بصوته الجهوري، أنه في حال تقاعس القدر عن توفير مكان يليق بهم، فإنه سيفتح لهم أبواب مبنى المحافظة، لتكون لهم ملاذًا آمنًا حتى ينجلي الكرب وتتبدد الغمة، مرددًا بكلماتٍ حاسمة: “لن ننتظر حتى نفقد عائلة، لا سمح الله”.هذا هو المسؤول الذي تتوق إليه النفوس، ويقتدى به. أحمد الله على هذه الصدفة المباركة التي أتاحت لي أن أرى بأم عيني تجسيدًا حيًا لإنسانيتك يا دكتور، وأن أؤكد لنفسي أنك لست مجرد حاكم إداري ناجح، بل إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ورجل مواقف مشرفة يشهد لها القاصي والداني… شكرًا لك من القلب، وأحمد الله على هذه الصداقة الطيبة التي أعتز بها وتجمعني بك.