النعيمي يطرح سؤال: ما مستقبل الرياضة في الأردن؟ ـ بقلم: العقيد المتقاعد فهد موفق النعيمي

النعيمي يطرح سؤال: ما مستقبل الرياضة في الأردن؟ ـ بقلم: العقيد المتقاعد فهد موفق النعيمي


شهدت الرياضة الأردنية في السنوات الأخيرة سلسلة من الإنجازات التي رفعت اسم المملكة عاليًا في المحافل الإقليمية والدولية، وبلغت ذروتها مؤخرًا بتحقيق الحلم التاريخي وتأهل المنتخب الأردني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2026، للمرة الأولى في تاريخه. هذا الإنجاز لم يأتِ بمحض الصدفة، بل كان نتيجة جهود مضنية من لاعبين، ومدربين، وإداريين، ومشجعين لم يفقدوا الأمل رغم التحديات.لكن هذا الإنجاز يطرح سؤالًا مهمًا: إلى أين تتجه الرياضة في الأردن؟إن تأهل المنتخب الوطني لا يعني فقط تحقيق حلم رياضي، بل يحمل أبعادًا أوسع على المستوى الاقتصادي والسياحي والاجتماعي. فالوصول إلى كأس العالم يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في الرياضة، ويجذب أنظار العالم إلى الأردن كدولة قادرة على المنافسة في المحافل الكبرى. كما أنه يشكّل حافزًا إضافيًا للاعبين المحليين من أجل الاحتراف في الخارج، ما يعزز من جودة المنظومة الرياضية بشكل عام. فرصة تاريخية يجب استثمارها تشكل هذه اللحظة فرصة ذهبية لوضع رؤية شاملة لتطوير الرياضة الأردنية، وبخاصة كرة القدم، تستند إلى استراتيجيات علمية ومستدامة، وترتكز على النقاط التالية:1. الاهتمام بالفئات العمرية الصغيرةلا يمكن لأي منتخب أن يستمر في المنافسة دون قاعدة قوية من الناشئين. يجب دعم الأكاديميات وتأسيس مواقع وملاعب ومراكز تدريبية متخصصة للفئات العمرية الصغيرة، وتوفير بيئة رياضية متكاملة تساعدهم على النمو بدنياً وذهنياً وفنياً.2. تنظيم عمل الأكاديميات الرياضيةتنتشر الأكاديميات الخاصة في مختلف مناطق المملكة، لكن معظمها يعمل دون إشراف كافٍ او دون ترخيص ، من الضروري وضع معايير موحدة لعمل هذه الأكاديميات، وربطها بالاتحاد الأردني لكرة القدم، لضمان جودة التدريب وتنمية المواهب بطريقة علمية.3. الوصول إلى الأطراف والمناطق النائيةغالبًا ما تتركز الأنشطة الرياضية في المدن الكبرى، مما يحرم المناطق النائية من اكتشاف وتطوير المواهب. يجب العمل على إنشاء مراكز رياضية في المحافظات والأطراف، وتنظيم دوريات محلية تتيح الفرصة للاعبين من مختلف الخلفيات لإثبات أنفسهم.4. تنظيم بطولات ومسابقات تحفيزيةالمنافسة المنظمة هي الطريقة الأفضل لصقل المواهب. إقامة بطولات منتظمة على مستوى الفئات العمرية والأكاديميات والجامعات يعزز روح التحدي، ويخلق قاعدة جماهيرية واعية تدعم اللاعبين منذ بداياتهم.5. الشراكة مع القطاع الخاصلا يمكن الاعتماد على الموارد الحكومية فقط. يجب إشراك القطاع الخاص من خلال حوافز استثمارية واضحة، وبرامج مسؤولية مجتمعية، لتمويل الأكاديميات والبطولات والمواهب. الشراكة بين القطاعين العام والخاص ضرورة لتحقيق نهضة رياضية حقيقية.لقد أثبتت الرياضة الأردنية، وخاصة كرة القدم، أنها تملك القدرة على تحقيق المعجزات.لكن الحفاظ على هذا النجاح وتكراره يحتاج إلى تخطيط ذكي، وإرادة حقيقية، وشراكات قوية.الطريق إلى المستقبل الرياضي المشرق يبدأ اليوم… فهل نغتنم الفرصة؟