عليان يتناول: عدم اهتمام الدولة بمواطنيها من جميع الأصول والفئات؟ ـ بقلم: النائب السابق غازي عليان

تعقيبا لمطالبة الاستاذ طارق المومني استبعاد اهم مكون رقابي بلتعينات مجالس البلدية في الوقت الذي تسعى فيه الدول لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، نجد أن الأردن، الذي يعتبر وطنًا لجميع أبنائه، يشهد تهميشًا واضحًا لفئة مهمة من الشعب الأردني، وهم أبناء الوطن من أصول فلسطينية. إن استبعاد هذه الفئة من المناصب العليا، بما في ذلك المجالس البلدية وأمانة عمان، يطرح العديد من التساؤلات حول مفهوم المساواة والعدالة الاجتماعية التي ينادي بها الجميع، بمن في ذلك جلالة الملك.لقد تم تعيين أكثر من 100 شخصية أردنية في المجالس البلدية والمحافظات، مما يسلط الضوء على الفجوة الواضحة في تمثيل أبناء الوطن من أصول فلسطينية. إن هذا التهميش لا يعكس فقط عدم تقدير لإسهاماتهم في بناء الوطن، بل يعكس أيضًا نظرة قاصرة تجاه التنوع الذي يُعتبر من أهم مقومات المجتمع الأردني.إن أبناء فلسطين، الذين عاشوا على هذه الأرض جنبًا إلى جنب مع إخوانهم الأردنيين، قدموا تضحيات كبيرة في سبيل نهضة الوطن. لقد أثبتوا دومًا ولاءهم وانتماءهم، ورغم ذلك، يجدون أنفسهم محصورين في زوايا النسيان، بعيدًا عن دوائر صنع القرار.وفي ظل هذه الظروف، يجب على الدولة والحكومة أن تأخذ بعين الاعتبار أهمية تعزيز الشفافية والمساواة في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية. إن تجاهل هذه الفئة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الفجوة وزيادة الشعور بالإقصاء وعدم الانتماء.إن حديث جلالة الملك عن المساواة يجب أن يُترجم إلى أفعال ملموسة، تبدأ بإعادة النظر في السياسات التي تُقصي أبناء الوطن من أصول فلسطينية عن المناصب العليا. إنهم جزء لا يتجزأ من النسيج الأردني، ويجب أن يُعترف بدورهم وإسهاماتهم بشكل فعلي.ختامًا، إن تحقيق العدالة والمساواة ليس مجرد شعار يُرفع، بل هو واجب على كل القائمين على شؤون البلاد. يجب أن نعمل جميعًا نحو بناء وطن يحتضن جميع أبنائه، ويتيح لهم الفرصة للمساهمة في صنع مستقبله.