ماجد أبو رمان يكتب: عودة نقابة الصحفيين إلى تألقها.. استبعاد الصحفيين من لجان البلديات يعتبر انتهاكًا واضحًا

ماجد أبو رمان يكتب: عودة نقابة الصحفيين إلى تألقها.. استبعاد الصحفيين من لجان البلديات يعتبر انتهاكًا واضحًا


أنا لست صحفيًا، ولا أحمل بطاقة عضوية في نقابة الصحفيين، لكني كاتبٌ على قدي، أؤمن بالكلمة، وأدرك أنها إن لم تكن حرّة فهي لا تستحق أن تُقال. أرى في نقابة الصحفيين أكثر من مجرد مبنى يضم أصحاب المهنة، أراها شريان الحريات، وعامود الكلمة، وملاذ كل من اختار أن يكتب بضمير، ويصوّر بوعي، ويتكلم بوجع.حين تضعف النقابة، لا يخسر الصحفي وحده، بل نخسر جميعًا. لأن صوت المواطن لا يصل إلا عبر حبرٍ نظيف، وعدسةٍ لا ترتجف، ومنبرٍ لا ينحني.الاحتجاج الأخير على استثناء الصحفيين من لجان البلديات التي شُكّلت مؤخرًا، ليس تفصيلًا إداريًا، بل اعتداءٌ صريح على قيمة النقابة ومكانتها. عندما يُستثنى الصحفي، فهذه إشارة خطيرة إلى أنه لم يعد يُرى كطرف في معادلة الرقابة والشفافية، بل كديكور لا لزوم له.وهنا لا بد من أن نسأل:من الذي أضعف النقابة؟من جرّد الصحافة من هيبتها؟من جعلها مطيّة لكل طامحٍ في شهرة، ولكل جاهلٍ يظن أن النشر على الفيسبوك شهادة مهنية؟ورغم كل هذا، لا بد أن نعترف بأن المجلس الحالي للنقابة يبذل جهدًا حقيقيًا في حماية المهنة، واستعادة هيبة الكلمة، والوقوف في وجه كل من ادّعى زورًا الانتماء للصحافة. هذه معركة ليست سهلة، لكنها ضرورية، وعلى الجميع أن يلتف حولها.نقابة الصحفيين ليست لمن يجلسون في الصفوف الأولى في حفلات التكريم، بل لمن يتعرضون للتهديد بسبب تقرير، أو يُمنعون من تغطية حدث لأنهم نقلوا الحقيقة.هي درعٌ للحق، لا درعٌ للمناصب.نريدها نقابة تقف مع الصحفي لا عليه. تدافع عن الكلمة لا تُدجّنها. تقف على مسافة واحدة من الجميع، إلا من يعتدي على الحريات، فذلك يجب أن يكون بعيدًا جدًا عنها.عندما تعود النقابة إلى ألقها، تعود الصحافة وطنًا بحد ذاته.