ماجدة محمد الشوبكي: الجندية الرفيعة – مقال من تأليفها

ماجدة محمد الشوبكي: الجندية الرفيعة – مقال من تأليفها


في ميدان العز والفداء، حيث يكتب المجد بمداد التضحية ،لم يكن للمرأة أن تبقى على هامش الحكاية، بل خطت اسمها بحروف من زبرجد العلم ،في سجل البطولة ،فكانت الجندية ،والقائدة، والطبيبة، والمدربة ،شريكة الرجل في الذود عن ثرى الوطن ،وبناء صرحه الشامخ . حضور أثبت الجدارة بعز ،يقتبس ظلة ليكون مصدر الهام ،لكل امرأة تعشق الوطن .لقد بزغ نجم المرأة في سماء الجندية ،لا كاستثناء، بل كاستحقاق نابع من كفاءتها وعزيمتها ، التي لا تلين، في القوات المسلحة الأردنية ،التحقت المرأة منذ ستينيات القرن الماضي ،ومضت في درب الشرف والولاء، حتى غدت رمزا للعطاء والانضباط ، وركنا أصيلا من أركان الجيش .لذا فتحت المؤسسة العسكرية ،أبوابها للمرأة وألحقتها بمراكز التدريب، والتمكين، وأيضا إلى ميادين التخصص، وجعلت من الكفاءة ،معيارا لا يفرق بين ذكر وأنثى، وهنا نستطيع القول أننا تجاوزنا مرحلة التطلع ،لوجود الجندية إلى إستراتيجية التحقق ،في ميادين القيادة والشراكة ،ارتقت المرأة في مراتب القيادة ،لا بمجرد الشعار، بل بالفعل والعمل ،فكانت الآمرة والموجهة والملهمة .ولن ننسى نقطة جوهرية في سلك الجندية ،وهو الأنصاف ،والحقوق ،فقد منحت المرأة العسكرية ،حقوقها كاملة ،ومنحتأيضا الثقة ،لتكون شريكة تكميلية ،بل جوهرية في صناعة القرار ،وبسط الأمن .إن تمكين المرأة ،في ميادين الجيش ،ليس حراكا فرديا ،بل هو صمام الآمان ،في نهضة الوطن ،ونهج تشاركي يجسد وعي الدولة ،بقيمة الإنسان ،فحين تتسلح المرأة بالعلم والإنضباط العسكري، فإنها تصبح درعا للوطن ، وعينا تسهر على راحته .ربما نجد بعض التحديات ،التي تحاول حصر المرأة في قوالب ضيقة ،لكنها أصبحت تضمر أمام إصرارها ،والدعم الكبير من القيادة الهاشمية الحكيمة ،و أصبحت هذه التحديات جسرا نحو الإنجاز، لا حاجزا يمنع الطموح .والمرأة الأردنية ،أثبتت كما في كل ميادين الحياة ،أنها حين تمنح الفرصة ،تبدع وتضيء الطريق .وفي حضرة المجد ،وقف قائد الجيش اللواء يوسف باشا الحنيطي ،شامخا لا يهاب التغيير، إذا كان يحمل في طياته، عدالة ورسالة ،آمن بالمرأة لا كمجرد عنصر ،في الصفوف ،بل كنبض للوطن ،وعصب للنهضة ،ورفيقة للسلاح، في دروب المروءة ،فببصيرته الثاقبة ،وسعة افقه، فتح أمامها بوابات المجد العسكري، ومنحها حقها في الميدان ،كما في القرار، مؤمنا بأن الوطن ،لا يشتد عودة ،إلا حين تتكاتف السواعد ،رجالا ونساء في خندق واحد ،لأجل كرمة واحده ،تنفيذا بذلك لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظة الله ورعاه .وختاما نقول بكل الفخر، أنه في ظل راية الجيش العربي، وصدى البندقية والراية ،أثبتت المرأة أن الانتماء ،لا يقاس بالجسد ،بل بالوفاء .بوركت الأيادي التي تحمل السلاح ،بقلب أم، وقوة جندي، وبوركت كل أم، اختارت أن يكون للوطن بقلبها كل الأولوية، وفي مسيرتها تكون بوصلة الأمن والأمان ،لتكتب فصلا جديدا من فصول التقدم والريادة.