الناطور يكتب: المخدرات.. صراع خفي يدمر شبابنا – تأليف: محمد أحمد الناطور

الناطور يكتب: المخدرات.. صراع خفي يدمر شبابنا – تأليف: محمد أحمد الناطور


من المتعارف عليه أن المخدرات هي من اكبر آفات المجتمع، وتلك الآفة ما هي إلا وباء أو فيروس يتفشى في بدن المجتمع، ولا يقتصر وجود المخدرات في الاردن أو في البلاد العربية، فالوباء لا يميز أين ينتشر بالتحديد، فهو لا يراعي حدود مكان أو زمان، ينتشر في شتى أرجاء العالم. أصبحت المخدرات تستعمل كسلاح خفي في الحروب بين الدول مستهدفةً بشكل خاص فئة الشباب من أجل منع تحويلهم لقوة وطنية فاعلة ومنتجة والسعي نحو تحويلهم إلى قوة مدمرة تشل حركة ذلك المجتمع وتبدد ثرواته ، وقد وصلت مرحلة الخطر إلى الاصغر سنا (12 عاماً) اذ تعد من أخطر المراحل من النواحي الاجتماعية، واصبحوا خطراً على الآخرين من ممارسات الاجرام من سرقة ونصب وتسول أو غيرها وقد نصل أحيانا إلى القتل من أجل الحصول على أموال المخدرات والتي اصبح من السهل الحصول عليها ومتوفرة بكافة الأنواع.في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، تبقى المخدرات واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية والصحية التي تهدد الأفراد والمجتمعات على حدٍ سواء. إنها ليست مجرد مواد كيميائية تُذهب العقل، بل هي قنابل موقوتة تُدمّر الإنسان، وتُضعف القيم، وتُهدد أمن واستقرار الدول.وللمخدرات وجوه متعددة، منها ما هو طبيعي كالحشيش والأفيون، ومنها ما هو صناعي أكثر فتكًا مثل الهيروين والكوكايين، ومنها ما يُستخدم طبيًا ثم يُساء استخدامه مثل الترامادول والليريكا.ومع انتشار الإنترنت، ظهر نوع جديد من المخدرات، ما يسمى ب “المخدرات الرقمية”، ما يدل على تطور الأساليب وتغير أشكال الاستهداف.في المقابل، لا يزال الأمل قائمًا، فالوقاية ممكنة، والعلاج متاح، والمجتمع قادر على الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة هذه الآفة. ويبدأ ذلك من جانب الأسرة بالتربية والمتابعة، مرورًا بـالمدرسة والمؤسسات التعليمية ودورها في التوعية والتوجيه، وصولًا إلى وسائل الإعلام التي تمتلك سلاح التأثير الأكبر والرأي العام.إنّ مواجهة المخدرات ليست مسؤولية الدولة فقط، بل هي واجب جماعي يبدأ من كل بيت، وكل فرد. فالمعركة مستمرة، والانتصار فيها مرهون بمدى وعينا وتكاتفنا.لنجعل من التوعية سلاحًا، ومن الحوار جسرًا، ومن الأمل طريقًا نحو مجتمع خالٍ من السموم.المخدرات عدو خفي يفتك بالمجتمعات من الداخل، ويقضي على مستقبل الأجيال. كما نشير الى انه لا بد من توحيد الجهود للوقاية منها، ومساعدة من وقع في شباكها على التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية. فكل فرد مسؤول، والوعي هو السلاح الأقوى في هذه المعركة.لا يزال الاردن الحبيب قادرًا على احتواء هذه الظاهرة ، نراهن على وعي الشباب الاردني، ونثق ان اردننا الحبيب بإمكانه السيطرة على الظواهر التي تبث السموم والأذى في قلب مجتمعنا.