خطة إسرائيلية لإنهاء الصراع في غزة خلال ثلاثة أسابيع

مدار الساعة – ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أنه في الوقت الذي قد تحصل إسرائيل على بعض الشروط المُحسنة في المفاوضات مع حركة “حماس” الفلسطينية، فإن أهم العناصر للوصول إلى الاتفاق لا تزال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحرب إيران التي استمرت 12 يوماً. إنهاء الحرب وكشفت مصادر رفيعة المستوى لـ”جيروزاليم بوست”، أن المؤسسة العسكرية في إسرائيل تريد إنهاء الحرب في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، فيما يضغط الرئيس الأمريكي من أجل إنهاء محتمل في وقت أقرب، وتساءلت الصحيفة “هل سينتهي الصراع الحالي في الشرق الأوسط، والذي استمر 20 شهراً أخيراً؟، أم أن استمرار معارضة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير ستؤدي إلى تمديد الحرب مرة أخرى؟”.كما تساءلت الصحيفة: “هل تتوصل إسرائيل وحماس إلى وقف إطلاق نار مؤقت ثالث، والذي يُجمد الأعمال العدائية لمدة شهرين أو أكثر فقط، ولكن مع استئناف الجانبين للصراع في وقت لاحق من عام 2025 أو أوائل عام 2026؟” لماذا تنتهي الحرب؟ وقالت الصحيفة، إنه عند تناول هذه القضية، يُطرح تساؤلاً، لماذا قد تنتهي الحرب هذه المرة، في حين أن المفاوضات السابقة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 أول وقف لإطلاق النار، وفي مايو (أيار) 2024 عندما تم الاقتراب من اتفاق، وفي أغسطس (آب) 2024 عندما تم الاقتراب من اتفاق أيضاً، وفي مارس (أذار) 2024، ثاني وقف لإطلاق النار، لم تنته الحرب، مستطردة: “في حين أن إسرائيل قد تحصل أيضاً على بعض الشروط المُحسنة في المفاوضات مع حماس، فإن أهم العناصر هنا هي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق إيال زامير، والرئيس الأمريكي ترامب، وحرب إيران التي استمرت 12 يوماً”. زامير وهاليفي وأوضحت الصحيفة أن زامير يختلف تماماً عن سلفه، هرتسي هاليفي “الذي حقق إنجازات كبيرة خلال الحرب” ولكنه أيضاً تحمل مسؤولية أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) التي لطخت سمعته بشكل دائم، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لم يثق به قط، لأنه عُيّن أثناء وجود نتانياهو خارج منصبه، كما لفتت إلى أن هاليفي أراد إنهاء الحرب أواخر عام 2024 وأوائل عام 2025 كجزء من صفقة كبرى لاستعادة جميع الرهائن، وقد اختلف مع رئيس الوزراء حول ذلك سراً وعلناً.وفي النهاية، اعتقد نتانياهو أنه يستطيع تجاهل هاليفي، وكذلك رونين بار، المدير السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك”، ليس فقط لأسباب أيديولوجية تتعلق باختلاف الرؤى بشأن غزة بعد الحرب، ولكن أيضاً لأنه يستطيع استغلال أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) لتصوير هاليفي على أنه ضعيف، وفي المقابل، سيطر زامير على 75% من قطاع غزة في غضون أشهر، كما وعد، وضرب البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ الباليستية، والقيادة العسكرية العليا بمطرقة ثقيلة.وتقول الصحيفة إنه إذا استطاع نتانياهو تصوير مساعي هاليفي لإنهاء الحرب على أنها سابقة لأوانها، وإذا شعر أيضاً أن صورته كـ”رجل الأمن” لا تزال مهتزة لدرجة لا تسمح له بمقاومة معارضة سموتريتش وبن غفير، فإن السياق مختلف تماماً الآن، مضيفة أن زامير يستطيع القول إنه استخدم كل ما لم يكن هاليفي ليفعله، والذي كان من المرجح أن تمنعه إدارة الرئيس السابق جو بايدن، والتي تمثلت في السيطرة على 75% من غزة، بدلاً من التوغل فيها مؤقتاً ثم الانسحاب؛ وقطع المساعدات الإنسانية الجديدة عن غزة لمدة شهرين تقريباً، ووقف سيطرة حماس على المساعدات الغذائية في وسط وجنوب غزة باستخدام مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيعها.وعلاوة على ذلك، أضافت الصحيفة أن زامير سحق للتو أقوى أعداء إسرائيل في الشرق الأوسط، لذا فإن أي محاولات لمهاجمته باعتباره ضعيفاً أو خائفاً من الذهاب بعيداً بما فيه الكفاية من المرجح أن يرفضها الجمهور بسرعة، لذلك، يستطيع زامير الضغط لاستعادة الرهائن المتبقين، وهو ما نسبته إليه تسريبات إعلامية. تغيير صورة نتانياهو ورأت الصحيفة أن عمليات الاستيلاء على غزة، والانتصارات على إيران، يُعد حدثاً مهماً لصورة نتانياهو، ورسالة مفادها أنه بهزيمة البرنامج النووي الإيراني، والإضرار ببرنامج الصواريخ الباليستية وقيادتها، فقد تم تخليصه تماماً من دوره كرئيس للوزراء خلال أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول). دونالد ترامب أما عن دونالد ترامب، فتقول الصحيفة إنه أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لشن هجوم على إيران، ثم ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث ألقى عدة قنابل خارقة للتحصينات على منشأة فوردو النووية وقنابل أخرى على منشأتين نوويتين أخريين.كما سمح ترامب لإسرائيل ونتانياهو وزامير بتنفيذ أكثر تحركاتها عدوانية ضد حماس خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما لم يكن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ليسمح به أبداً، لذا، عندما يلتفت إلى نتانياهو ويقول: “انتهى الوقت”، سيكون من الأصعب بكثير الرفض.