غيث القرالة يكتب: الحسين.. 16 عاماً من تحقيق النجاح والإلهام

تمر اليوم ستة عشر عاماً على تولي سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولاية العهد وهي مناسبة وطنية نستحضر فيها مسيرة قائد شاب قدم نموذجاً جديداً للقيادة يجمع بين التواضع الميداني والرؤية الاستراتيجية وبين الاقتراب من الناس والعمل الهادئ بعيداً عن الاستعراض. لقد شكلت هذه السنوات علامة فارقة في ترسيخ نهج جديد لولاية العهد في الأردن نهج يركز على بناء الإنسان وتمكين الشباب، وتعزيز الهوية الوطنية والانفتاح على المستقبل بثقة ووعي.منذ تسميته ولياً للعهد عام 2009 لم تكن خطوات سموه بروتوكولية بل كانت مليئة بالحضور الفاعل على الأرض آمن سموه بأن المستقبل يبنى لا بالوعود بل بالمبادرات الواقعية وأن الشباب ليسوا جمهوراً ينتظر بل شريك فاعل في صنع القرار.أطلق سموه مؤسسة ولي العهد عام 2015 كمظلة للمشاريع التنموية التي تستهدف الشباب وكانت من أبرز أدواته العملية في تحويل الرؤية إلى نتائج ملموسة ومن داخلها خرجت مبادرات أصبحت اليوم علامات في المشهد الوطني هذه المبادرات لم تكن مشاريع هامشية بل استراتيجيات وطنية تتماشى مع أولويات الدولة في التنمية والابتكار والتحول الرقمي والتعليم.وفي السياق ذاته وقف سمو ولي العهد أمام مجلس الأمن الدولي ليخاطب العالم بلسان الشباب ويدعو إلى دمجهم في جهود السلام والتنمية كانت تلك اللحظة التاريخية بمثابة إعلان عن حضور أردني وازن شاب ومثقف يتحدث بلغة العالم لكن بجذور وطنية أصيلةوفي كل مشاركة دولية لاحقة كانت صورة سموه تعكس أردن المستقبل دولة تحترم إرثها لكنها لا تنغلق عليه وتفتح أذرعها للعلم والتعاون والتطور.علاوة على ذلك بدأ سمو الأمير الحسين قريباً من الناس حاضراً في تفاصيلهم حريصاً على الاستماع والانخراط سواء في زياراته للمحافظات أو تفقده للمستشفيات أو مشاركته في إطلاق المبادرات التطوعية كان دائماً يعكس فهماً عميقاً للواقع بعيداً عن النمطية وقد اختار العمل بصمت في كثير من المحطات مقدماً صورة القائد الذي يعمل أكثر مما يتحدث ويبني أكثر مما يظهر.كانت وما زالت رؤية سمو ولي العهد لمستقبل الأردن تقوم على الاستثمار في الإنسان والتحول إلى الاقتصاد المعرفي ودمج التكنولوجيا في الحياة اليومية للمواطن لذلك جاءت اهتماماته واضحة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والتعليم التطبيقي والتقني والأمن الغذائي والريادة الزراعية والاستدامة والطاقة المتجددة. مجمل القول،،، في الذكرى السادسة عشرة لتولي سمو الأمير الحسين ولاية العهد لا نستعرض فقط سنوات من العمل بل نحتفل بمسار يتقدم بثقة وبقائد شاب يجسد في حضوره الأمل والإرادة لقد أثبت سموه أن القيادة ليست رتبة بل التزام وأن المستقبل لا ينتظر بل يصنع وهذا بالضبط ما فعله ولي العهد خلال ستة عشر عاماً من العطاء الوطني.حفظ الله الأردن وقيادته ووفق سمو ولي العهد في مسيرته التي نرى فيها ملامح مستقبل أردني أكثر إشراقاً وازدهاراً.