غزة تحت الهجوم: هل فقدنا ذكراها؟ – بقلم: فايز الفايز

غزة تحت الهجوم: هل فقدنا ذكراها؟ – بقلم: فايز الفايز


انتقدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في قطاع غزة، آلية توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية، إذ تصر قوات الاحتلال الإسرائيلي على المضي في هذه الآلية إمعانًا في جريمة الإبادة الجماعية وسط صمت من المجتمع الدولي ما يشكل غطاء لاستمرار هذه الجريمة، في المقابل تتزايد وتيرة الانتقادات الأمميّة والدولية خصوصا مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين من طالبي المساعدات في قطاع غزة، إذ يحتاج الكثير من الفلسطينيين إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى تلك المراكز كي يحملوا كيس طحين أو بضعة أكياس من المعونات التي لا تفي حاجاتهم الدنيا.وفي هذا السياق نرى كيف أن شعوب العالم في الغرب وغيرها من الدول تنتفض نصرة لغزة ولا تزال المظاهرات تجوب شوارع المدن من مشارق الغرب إلى مشارقها، وهذا من شأنه يبقي استمرارية المظاهرات ذات الحشود العارمة، وهنا نسأل كيف أننا تباطأنا، نحن العرب، وخذلنا أبناء جلدتنا في غزة وفي الضفة الغربية إذ يقتحم جيش الاحتلال ليلا و نهارا كي يهدم بيوت الفلسطينيين، حتى المسجد الأقصى لم يسلم من أيدي اليهود الأنذال، فإلى متى تنتهي هذه المأساة؟النظام الجديد لتوزيع المساعدات في غزة المدعوم أمريكيا وإسرائيليا تسبب في مأساة إنسانية، بما في ذلك قتل أكثر من 400 فلسطيني، حيث استخدمت أسلحة فتاكة ضد المدنيين المحتاجين، في وقت يزداد التنديد خصوصا من فرنسا ومن والأونروا، التي طالبت بإلغاء الآلية فورا وإعادة توزيع المساعدات بشفافية وبعيدًا عن الأجندات العسكرية، فيما أكدت وكالة الأونروا للاجئين الفلسطينيين، أن نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة أصبح ساحة قتل مفتوحة لكل وارد وشارد.إذ تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 500 شخص من الجياع والأطفال الذين يعانون من التجويع منذ بدء العمل به قبل شهر واحد فقط، ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في قطاع غزة، الخطة الإسرائيلية بأنها تبدو مصممة لتعزيز السيطرة على الإمدادات الأساسية كجزء من إستراتيجية ضغط عسكرية، وهو ما يُعد انتهاكا صريحا للمبادئ الإنسانية، وكانت منظمة الأمم المتحدة قد رفضت المشاركة في توزيع المساعدات الإنسانية من خلال الآلية الأمريكية – الإسرائيلية، متهمة إياها باستخدام المساعدات كسلاح.حتى وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نشرت شهادات عن ضباط وجنود في الجيش الإسرائيلي، قالوا فيها إنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على حشود من الفلسطينيين لإبعادهم أو تفريقهم أثناء تجمعهم قرب مراكز المساعدات، رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد، وأشارت إلى وصف أحد الجنود الوضع بأنه انهيار تام للمعايير الأخلاقية للجيش الإسرائيلي في غزة، في المقابل نقلت عن جندي آخر تشبيه مراكز توزيع المساعدات بـ ساحة قتل، بينما يُقتل في مكان تواجده كان يُقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص فلسطينيين يوميا.من جهتها طالبت حركة حماس الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق، لمحاسبة المسؤولين أمام العدالة الدولية مطالبة إلى استئناف توزيع المساعدات عبر وكالة الأونروا وكافة المنظمات الدولية الإنسانية المتخصّصة، لرفع الظلم والقهر الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بسبب ممارسات الاحتلال وسياسة التجويع التي ينتهجها نتنياهو عراب القتل وزمرته من الوحوش الذين يلعقون دماء الأطفال والنساء والعجائز.السؤال العقيم؛ كيف لاثنين وعشرين دولة عربية يأكل مواطنوها ويلعبون ويسافرون صيفاً أو شتاءً ولا يلتفتون إلى المجازر التي يمعن بها جيش الذئاب المتوحشة والفتك بالأطفال وقطع إمدادات الأغذية وحليب الأطفال، ثم نقف مكتوفي الأيدي وكأننا مستذئبون ننظر كيف يموت الفلسطيني على قارعة الطريق قبل أن يصل للموعد المضروب كي يحمل صاعا من الغذاء، ونحن متخمون مما لذ وطاب، فلا يمكن أن نغمض أعيننا عما يحدث في قطاع غزة، فرائحة الموت تزكم أنوف كل من تقاعس و أدار ظهره دون أن ينظر وراءه ويقول هل أنا فعلا إنسان؟ أم أن الغزيين ليسوا من هذه الجلدة العربية، فكيف الخلاص أيها العرب.