أبو خضير: الجامعة الأردنية.. قلعة الأخلاق وليست وسيلة للابتزاز! – تأليف: عبدالله وجيه أبو خضير

في خضم الهجوم الإعلامي غير المسؤول الذي طال الجامعة الأردنية خلال الأيام الماضية، كان لا بد من وقفة صادقة تُنصف هذا الصرح الوطني الكبير، وتكشف حقيقة ما جرى، بعيدًا عن التهويل والمبالغات التي اتخذت من “الفضيحة” عنوانًا، ومن التجني وسيلة. القصة باختصار، أن إدارة الجامعة اكتشفت وجود تجاوزات غير أخلاقية في إحدى وحداتها الإدارية، وتمثلت في وجود مواد وأدوات غير لائقة داخل مختبر تابع لقسم هندسي. لكن بدلًا من التستر، سارعت الإدارة لتشكيل لجنة تحقيق داخلية، وتحويل المتورطين إلى المجلس التأديبي، ليصار إلى فصل عدد من الموظفين فورًا. القضية لم تُخفَ، ولم تُجَمّل، ولم تُدار بعقلية “لملموا السالفة” كما يحدث في بعض المؤسسات، بل كانت الجامعة الأردنية أول من كشفها، وواجهها بشجاعة ومسؤولية.لكن، بدلًا من أن يُشكر هذا الموقف الحازم، رأينا بعض الجهات تتناول الحدث وكأنه يمثل الجامعة بأكملها، ويُصور وكأن الحرم الجامعي تحول إلى ساحة للفوضى والانحلال. وهنا يجب أن نسأل: أليست الطريقة التي تصرفت بها الجامعة هي النموذج الحقيقي للمحاسبة؟ أليس الاعتراف بالخلل وإصلاحه بشفافية هو ما نطالب به في مؤسساتنا العامة؟الجامعة الأردنية، بتاريخها الممتد منذ 1962، ومئات آلاف خريجيها المنتشرين في مواقع المسؤولية محليًا وعربيًا ودوليًا، لا يمكن أن تُختزل في تصرفات غير مسؤولة من أفراد. فكل مؤسسة في العالم معرضة لوجود أخطاء، ولكن الفرق أن المؤسسات الناجحة هي التي تتعامل معها دون تردد أو تهاون، وهذا ما فعلته الجامعة بالضبط.من الظلم أن تتحول هذه الحادثة إلى مادة لتشويه صورة الجامعة، أو أداة لتصفية حسابات، أو فرصة للنيل من مؤسسة أكاديمية تقف في مقدمة العمل الوطني والعلمي والتربوي في الأردن. ومن الخطر أن نسمح للابتزاز الإعلامي والسوشال ميديا غير المنضبطة أن تتحكم في سمعة المؤسسات، على حساب الحقائق.اليوم، نقولها بوضوح:الجامعة الأردنية ليست في قفص الاتهام، بل في طليعة من يُحاكم الفساد ويتصدى له.هي ليست ضحية تساهل، بل عنوان للصرامة والانضباط.وهي لم ترتكب خطأ، بل أصلحت خطأ غيرها بشجاعة.فلتكن هذه الحادثة درسًا في الشفافية، لا مادة للتشويه.ولنقف جميعًا مع مؤسساتنا حين تُثبت أنها تستحق الثقة.ولنقل بكل وضوح: الجامعة الأردنية باقية منارة، ومَن أخطأ فيها نال جزاءه، أما هي فترفع رأس الوطن عاليًا.