الروابدة تكتب: التحول من الحملات الترويجية إلى دعم حقيقي ومستدام للقطاع الزراعي والمزارعين ـ بقلم: المهندسة الزراعية فداء الروابدة

يبين الوضع الحالي للمنتجات الزراعية في المهرجانات والبازارات والتي تقام على مدار العام ولفترة لسيت قصيرة من الزمن بأن الجهات الداعمة الحكومية او الخاصة تُنفق مبالغ كبيرة على توفير أو استئجار قاعات، خيم، تجهيزات صوتية ،وتنظيم فعاليات مصاحبة،وتكاليف الدعاية والإعلان،وتشغيل مؤقت للكوادر التنظيمية ،عدا عن خسارة المزارع أو المشارك بالنشاط بتوزيع هدايا ودعايات تضع على عاتقه تكاليف ليست بالقليلة والإشكالية هنا أن الفائدة قصيرة الأجل وليست أكثر من أيام معدودات، وغالباً المستفيد هو التاجر أو الوسيط أكثر من المزارع،كما أن المزارع الصغير منهم لا يتمكن من استدامة البيع إن باع بعد إنتهاء الفعالية بينما تشهد مثل هذة الأنشطة نقلة نوعية في كثير من الدول التي تواكب التطور والتقدم العلمي والفني والتكنولوجي في ظل الظروف المحلية والاقليمية والدولية الحالية. مما يدعو للإنتقال الى أبرز احتياجات القطاع الزراعي في المرحلة الحالية وبما يحقق الأمن الغذائي هو تحسين سلاسل الإمداد والتسويق عن طريق دعم شبكات التوزيع المحلية والدولية،وإنشاء أسواق مركزية أو منصات رقمية تضمن بيع المحاصيل بأسعار عادلة،وتخفيض تكاليف الإنتاج عن طريق توفير مدخلات الإنتاج (بذور، أسمدة، مبيدات) بأسعار مدعومة أو عبر شراكات مع القطاع الخاص،ودعم استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة لترشيد المياه والطاقة،وإدارة المخاطر الزراعية عن طريق تعزيز أنظمة التأمين الزراعي ضد الكوارث الطبيعية ،وتطوير خطط استجابة للتغير المناخي (الجفاف، موجات الحر…)،ودعم الإرشاد والتدريب الفني عن طريق تقديم برامج تدريبية متخصصة للمزارعين حول الممارسات الزراعية المستدامة والتسويق، والتصدير،وإتاحة التمويل الميسرعن طريق قروض بفوائد منخفضة أو منح صغيرة لدعم المشاريع الزراعية. وتأهيل وتطوير البنية التحتية الزراعية عن طريق إنشاء أو تحسين شبكات الري، الطرق الزراعية، ووحدات التخزين البارد.أما كيفية توظيف تكاليف المهرجانات والبازارات لخدمة المزارعين بشكل فعلي تأتي الفكرة من أنه بدلاً من إنفاق ميزانيات ضخمة على مهرجانات تستفيد منها فئة محدودة ولمدة قصيرة،يمكن استثمار هذه المبالغ في صناديق دعم إنتاج وتسويق، لتوفير سيولة تساعد المزارع على الوصول للأسواق،وتخصيص جزء من المبالغ لإنشاء أسواق ثابتة أو إلكترونية لبيع المنتجات الزراعية، وتمويل ورش تدريبية عملية حول الزراعة الذكية، وإدارة المزرعة، وتحسين جودة المنتجات،ودعم مشاريع البنية التحتية الصغيرة مثل آبار المياه أو مستودعات التبريد التعاونية،وتطوير برامج للتصدير من خلال اعتماد معايير جودة وتوفير شهادات دولية معتمدة للمزارعين.وهناك أفكار بديلة ممكن تطبيقها وذات أثر مستدام مثل إنشاء “صناديق دعم مباشر” للمزارعين الصغار بدلاً من مهرجانات مؤقتة، أو إطلاق تطبيق أو منصة تسويق مباشر من المزارع إلى المستهلك مما يوفر للمزارع عرض منتجاته مباشرة والدفع الكتروني وسهولة التنسيق للتوصيل وهذة قناة بيع مستدامة تصل المستهلك دون وسيط، أو تنظيم أيام زراعية مفتوحة في المزارع نفسها بدلاً من البازارات والمهرجانات ، وورش عمل ميدانية في القرى والمزارع حول (أساليب الزراعة الحديثة، التسويق، الزراعة العضوية) وبناء شراكات مع الجامعات أو مراكز البحث لنقل التكنولوجيا للمزارعين مما يعكس فائدة كبيرة برفع كفاءة المزارع وزيادة إنتاجيته ،وتقليل التكلفة وزيادة الفائدة، أو الترويج الذكي للمنتجات الزراعية بتسويق إعلاني ممول وإستهداف السوق المحلي والخارجي بسهولة مما يدعم استمرارية الوصول لأكبر شريحة ممكنة ،أو تمويل تجارب إبتكارية مثل الزراعة المائية، أو الطاقة الشمسية للمزارع لدعم تقدمها واستمراريتهاوحسب الموازنات المتوفرة أو المرصودة أو الدعم المالي الخارجي الكبير الذي تتلقاه مؤؤسات الدولة ،فيمكن إستغلاله بدعم شحن المنتجات للأسواق الخارجية، أو تمويل شهادات جودة وتصدير وزراعة عضوية ،أو تطوير الزراعة الذكية (حساسات، طاقة شمسية)في الخلاصة: في ظل الظروف الحالية التي يمر بها المزارع والتحديات التي يواجهها القطاع الزراعي سواء محلياً أو إقليميا أو دولياً ، يجب العمل على إستغلال الدعم المالي للمهرجانات واليازارات وأي أنشطة مكلفة وتحويلها الى مشاريع واقعية ومستدامة تزيد دخل المزارع وتساعد في تخفيض التكاليف وتوفر أسواق دائمة للمزارع.