التل يتحدث: أمام بلدية إربد الكبرى… ليس بهذه الطريقة تُروى القصص ـ للكاتب: المحامي محمد مروان التل

التل يتحدث: أمام بلدية إربد الكبرى… ليس بهذه الطريقة تُروى القصص ـ للكاتب: المحامي محمد مروان التل


لطالما كان تكريم الشخصيات الوطنية التي أسهمت في خدمة الوطن والمجتمع، من أبسط أشكال الوفاء والاعتراف بالجميل، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشخصيات كرّست حياتها للعمل العام، وساهمت في بناء مؤسسات الدولة وتعزيز مسيرتها التنموية، ومن بين هؤلاء المرحوم فضل الدلقموني، أحد أبناء مدينة إربد البررة، الوزير السابق الذي خدم وطنه في مواقع رسمية متعددة كان أبرزها محافظا لمدينة القدس إبان وحدة الضفتين ونائباً عن محافظة اربد ومن ثم وزيرا للمواصلات في حكومة الشهيد وصفي التل الثانيه عام 1965 وبعدها وزيرا للمالية في حكومة المرحوم عبد المنعم الرفاعي عام 1974، إلى ان أنهى حياته السياسية الزاخرة بالإخلاص والعطاء لوطنه ومليكه بتشريفه من قبل المغفور له الملك الحسين بعضوية مجلس الأعيان لدورتين متتاليتين،تاركاً بصمة واضحة في العمل الوطني والسياسي. في هذا السياق، يثير قرار إزالة اسم المرحوم فضل الدلقموني من أحد ميادين مدينة إربد استغراباً واسعاً وتساؤلات مشروعة حول دوافع هذا الإجراء، خاصة وأن الاسم لم يُمنح تكريماً لشخص عادي، بل لرجل دولة له تاريخ حافل بالإنجازات ولم يعرف عنه سوى المواقف الوطنية.إن ميداناً يحمل اسم شخصية عامة لا يُعد مجرد عنصر شكلي في النسيج الحضري للمدينة، بل هو جزء من ذاكرتها الجمعية، ودليل على تقدير المجتمع لأبنائه الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الصالح العام، ولذلك فإن أي قرار يتعلق بتغيير اسماء معالم الرموز الوطنية يجب أن يتم ضمن معايير وأسس واضحة- إن دعت الحاجة لذلك-، تأخذ بعين الاعتبار القيم التاريخية والاجتماعية، وتستند إلى حوار مجتمعي يحترم إرث المدينة وتاريخها الوطني.من المؤسف أن يتم اتخاذ مثل هذا القرار، ودون مراعاة لمكانة الرجل لدى أبناء مدينته ومريديه، في وقت يتوق به سكان مدينة إربد إلى اجراءات عملية لتحسين الازمات المرورية والبنية التحتية والخدمات العامة وانهاء مشروع الحس التي تم ازالتها وحفرها منذ عام ونيف وتركها دون البدء بأي مشروع بديل إلى ان اصبح محيطها يشكل عبئاً على سكان المنطقة خاصة وسكان مدينة اربد عامة كونها تقع في منتصف مدينه اربد .إن الاحتفاء برجالات الوطن لا يجب أن يكون خاضعاً للاجتهادات الفردية، بل ينبغي أن يُدار ضمن رؤية ثابتة تُعلي من شأن التقدير والوفاء وأنني في هذا المقام أوجّه دعوة صريحة لإعادة النظر بقرار إعادة تسمية ميدان المرحوم فضل الدلقموني باسم آخر، حفاظاً على القيم التي تربى عليها الأردنيون، وصوناً لتاريخ مدينة إربد التي كانت وما زالت منبتاً للرجال الأوفياء والمخلصين.