نفاع يطرح سؤال: التوجيهي… امتحان أم انتقام؟ – بقلم المحامي حسام نفاع

لا يزال امتحان الثانوية العامة في الأردن، أو ما يُعرف بالتوجيهي، يشكل محطة مفصلية في حياة كل طالب، لكن هذه المحطة لم تعد مجرد تقييم علمي؛ بل باتت تشبه تحديًا نفسياً وجسدياً مرهقًا، يكاد يُلامس حدود الانتقام من أحلام الطلبة لا مجرد اختبار قدراتهم.منذ بداية السنة الدراسية، يعيش طلاب التوجيهي تحت ضغط متواصل. برامج دراسية مكثفة، دروس خصوصية باهظة الثمن، وتوقعات عالية من الأهل والمجتمع. ومع اقتراب الامتحانات، يتحوّل الضغط إلى رعب حقيقي. هذا الخوف لا ينبع فقط من صعوبة المواد، بل من معرفة الطالب أن مستقبله الجامعي، وربما المهني، يتوقف على نتيجته في هذه الأيام المعدودة.امتحان الرياضيات الورقة الأولى: اختبار للآلة لا للطالبمثال صارخ على هذا الضغط كان امتحان الرياضيات الورقة الأولى، الذي شكى منه معظم الطلبة هذا العام. الامتحان لم يكن فقط صعبًا، بل احتاج الذكاء الاصطناعي إلى 40 دقيقة لحله بشكل كامل، فكيف يُتوقع من طالب مراهق أن ينجزه خلال الوقت المحدد وهو تحت الضغط والخوف والرهبة؟ كانت الأسئلة مركبة، والوقت ضيقًا، وكأن الغرض ليس التقييم بل الإرباك.لتكتمل الصورة القاتمة، جاءت صفارات الإنذار التي دوت في بعض مناطق الأردن خلال الفتره الاولي من الامتحانات، لتضيف بعدًا نفسيًا جديدًا على الطلبة. أصوات التحذير، وأجواء التوتر الإقليمي، جعلت كثيرين يشعرون أنهم لا يؤدون امتحانًا، بل يعيشون حالة طوارئ! كيف يركز الطالب في امتحانه والجو العام مشبع بالخوف وعدم الاستقرار؟هل الوزاره ستاخذ بعين الاعتبار كافة الظروف الحاليه التي مر بها الطالبمستقبل مرهون برقْمكل هذا من أجل نتيجة رقمية قد تُختزل في كلمة: ناجح أو راسب. ،والأدهى من ذلك أن هذا الرقم لا يعكس بالضرورة قدرات الطالب، ولا يضمن له مستقبلًا باهرًا.في الختامالامتحان في صورته الحالية تجاوز الغاية من التقييم الأكاديمي، وأصبح عبئًا نفسيًا وثقافيًا. فبدل أن يكون وسيلة لفتح أبواب المستقبل، بات حاجزًا يقف في وجه الطموح، ويطفئ الشغف. فعندما آن الأوان لإعادة النظرورغم إعلان الوزارة عن تعديل نظام التوجيهي ابتداءً من العام القادم، بمنهجية أخف وتقييم أكثر شمولية، إلا أنها اختارت أن تنتقم من طلاب هذا العام او من المنصات بأسئلة معقدة وضغوط غير مسبوقة، وكأنهم كانوا الدفعة الأخيرة للعقاب قبل التغيير.فهل الهدف الانتقام ام الامتحان