الصندوق الهاشمي يعقد ورشة عمل حول نبات السمح: الواقع وآفاق التنمية المستدامة (صور)

مدار الساعة – بحضور سمو الأميرة بسمة بنت علي، رئيس مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، نظم الصندوق، يوم امس، ورشة عمل بعنوان”نبات السمح: واقع وتطلعات نحو تنمية مستدامة”.وحضر حفل افتتاح الورشة، ممثل منظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة “الفاو ” مكتب الأردن نبيل عساف، ومدير عام الحديقة النباتية الملكية المهندس محمد شهبز، ومدير المركز الوطني للبحث والتطوير الدكتور محمد الوديان، وعدد من الأكاديميين والباحثين من الجامعات الأردنية ومراكز البحث ورؤساء وأعضاء الجمعيات المشاركة.وأكدت سموها في كلمة لها في افتتاح الورشة، أهمية التشاركية بين المجتمعات المحلية والمؤسسات البحثية والوطنية المعنية، بهدف تحقيق الاستدامة في إنتاج واستخدام نبات السمح ، بحيث يصبح مشروعا مدرا للدخل، وله مستقبل مشرق.وأوضحت سموها، أنه في ضوء أهمية السمح كغذاء ودواء وموروث ثقافي وتراثي مهم، فإنه لا بد من البدء في تطوير سلسلة القيمة الغذائية المستدامة، من خلال بناء تعاون حقيقي ومدروس ومستدام، بين الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية ومراكز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية والحديقة النباتية الملكية والتجمعات المحلية والقطاع الخاص المعني أيضا بالبحث والتطوير والإنتاج والتسويق.وأشارت سموها إلى أهمية وضع خطة تنفيذية مدروسة قصيرة وبعيدة المدى، يُسهم بها الجميع كل في مجاله للحفاظ على هذا النبات الحيوي في مناطقه، وتوجيه أولويات البحث العلمي لدراسة هذا النبات ومحتوى البذور، وجميع أجزاء النبتة وتطوير الطرق المستدامة لجمعه وإكثاره واستخدامه في الزراعة المستدامة وتحويله إلى منتج أردني تجاري قابل للتسويق، وذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة.من جانبه، قال القائم بأعمال مدير الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، الدكتور عمر الغرايبة ، إن الصندوق دأب منذ تأسيسه بإرادة ملكية سامية، على تلمس احتياجات وهموم أبناء البادية، وتحديد المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية المناسبة لهم، فجاءت هذه الورشة لتسليط الضوء على نبات السمح نحو فهم وطني متكامل لأهمية هذا النبات للمحافظة عليه، وتعظيم دوره في المساهمة بتحقيق الأمن الغذائي، والبحث عن سبل تطوير منتجاته من خلال القيمة المضافة، وتوثيق مراحل إنتاجه وما يصاحبها من عادات وموروث ثقافي، والتركيز على السمح لتعزيز مفاهيم التنمية المستدامة، والصمود في مواجهة تحديات التغير المناخي وشح الأمطار.وأشار الغرايبة، إلى أنه بناء على توصيات مهرجان السمح الثاني الذي عقد العام الماضي، وتوجيهات سمو الأميرة بسمة، بضرورة تشكيل لجنة فنية من الباحثين والأكاديميين المختصين في مجال الإنتاج النباتي والتصنيع الغذائي والصيدلاني تعنى بهذا النبات والمحافظة عليه، فقد باشرت اللجنة أعمالها مطلع العام الحالي، ووضع أهداف واضحة قابلة للتطبيق لحوكمة عملها.بدوره قال عساف، إن السمح يعتبر كنزا طبيعيا يزخر بقيمة غذائية عالية ومحتوى فريد من البروتينات والألياف والمعادن الأساسية، ما يجعله موردا واعدا لتعزيز الأمن الغذائي، خصوصا في البيئات القاحلة التي تتسم بالتحديات المناخية.وأكد أن السمح يجسد القدرة على التكيف والمرونة التي تحتاجها أنظمتنا الغذائية، وأن تطوير هذا النبات من خلال الأبحاث العلمية، وتحسين ممارسات جمعه وزراعته، وتوسيع نطاق استخدامه في الصناعات الغذائية، سيسهم في تحسين سبل عيش المجتمعات المحلية، وتوفير مصادر دخل مستدامة.إلى ذلك، أشار شهبز، إلى أهمية تطوير سبل الاستفادة من السمح من خلال التنسيق بين الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية مع المراكز الوطنية، مؤكدا أهمية الحفاظ على النبتة وإكثارها واستغلال مساحات البادية الأردنية الواسعة لتحقيق التنمية.وتضمنت الورشة، جلستي عمل، تناولت الأولى محاضرات حول ترشيح ملف نبات السمح على قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، ودور الحديقة النباتية الملكية في الحفاظ على النباتات الأصيلة- نبات السمح، واستزراع نبات السمح البري في الأردن، فيما تناولت الجلسة الثانية، موضوعات، مساهمة البحث العلمي في مستقبل نبات السمح، والقيمة الغذائية للسمح ودوره كمصدر غذائي محلي ومستدام، وطرق اكثار نبات السمح.وعلى هامش الورشة، وقع الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، والمركز الوطني للبحث والتطوير، مذكرة تفاهم بهدف، توحيد الجهود وتعزيز التعاون العلمي والبحثي، وتطوير المبادرات التي تسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية، والاستفادة من نبات السمح كأحد كنوز البادية الأردنية.ووقع المذكرة القائم باعمال مدير الصندوق الدكتور عمر الغرايبة، ومدير المركز الدكتور محمد الوديان.وفي نهاية حفل الافتتاح، تجولت سموها في البازار ، الذي اشتمل على منتجات متعددة لنبات السمح.