المجالي يكتب: الأردن في صراع حاسم: نداء وطني لمواجهة آفة المخدرات – بقلم: نضال أنور المجالي

ليس اليوم مجرد تاريخ عابر في سجل الأيام، بل هو لحظة فارقة ونقطة تحول مصيرية يرتفع فيها صوت الأردن مدوياً. تطلق مديرية الأمن العام من قلب هذا الوطن، برعاية وتوجيه مباشر من مدير الأمن العام، اللواء الدكتور عبيد الله المعايطة، إعلان حرب شاملة لا هوادة فيها على آفة المخدرات المدمرة!إن احتفالنا باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، تحت الشعار الملهم “بهمّة الشباب نكافح المخدرات”، ليس مجرد ترديد لكلمات، بل هو تجديد للعهد وقسم وطني بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الآفة القاتلة التي تفتك بمجتمعاتنا، تلتهم مستقبل فلذات أكبادنا، وتهدد نسيج وطننا بأكمله.إن اختيار شعار يضع شباب الأردن في صدارة المعركة ليس ضرباً من الترف، بل هو إقرار بحقيقة موجعة وضرورة حتمية: شبابنا هم الهدف الأول لهذه السموم، وعليهم يقع العبء الأكبر في المواجهة. هم ليسوا مجرد متلقين للتوعية، بل يجب أن يتحولوا إلى قوة ضاربة في نشر الوعي، وسد كل ثغرة أمام المروجين، وتقديم يد العون لكل من سقط في براثن الإدمان. بهمّتهم المتقدة وعزيمتهم التي لا تلين، يجب أن يصبحوا السد المنيع الذي يحمي الأردن من هذه السموم الزاحفة.قامات أردنية: رواد مكافحة المخدراتوبهذه المناسبة الجليلة، لا يسعنا إلا أن نقف إجلالاً وتقديراً للرجال العظام الذين كانوا الرعيل الأول والمؤسس لإدارة مكافحة المخدرات في الأردن. إنهم القامات التي أقامت هذا الصرح الشامخ، وواجهت الشرور بإيمان وإخلاص قل نظيره. لقد كان لهم شرف الريادة في بناء حصن وطني منيع لمواجهة الجريمة المنظمة. نستذكر بفخر واعتزاز كل واحد منهم، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر:* اللواء طايل المجالي* اللواء هشام النسور* العميد أنور الطراونة* العميد حسان القضاة* العميد نزيه الشريدة* العميد سامي عسكر* العميد عز الدين ظاظا* العميد مهند العطار* العميد هاشم المجالي* العقيد صهيب العطياتهؤلاء القادة الأشاوس، وغيرهم الكثيرون، هم منارات عز وفداء في تاريخ مكافحة المخدرات الأردنية. بجهودهم الجبارة وخبراتهم الفذة، أسسوا هذه الإدارة وطوروها لتصبح في طليعة الأجهزة الأمنية في المنطقة.شهداء الواجب: دماؤهم تروي أرض العزموفي هذا اليوم الأغر، نقف إجلالاً وخشوعاً أمام تضحيات شهداء الواجب الأبطال من مرتبات الأمن العام والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى. لقد قدموا أرواحهم الزكية رخيصة فداءً لهذا الوطن، وحماية لأبنائه من شرور المخدرات. إن دماءهم الطاهرة هي الوقود الذي يشعل عزيمتنا لمواصلة المعركة بكل قوة وثبات. ذكراهم العطرة محفورة في وجدان كل أردني، وتضحياتهم ستبقى نبراساً مضيئاً ينير دروبنا ويُلهمنا للمضي قدماً بلا تردد.اللهم ارحم شهداء الواجب الأبرار، واغفر لهم، وأسكنهم فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والأبرار، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.الأردن لن يركع: معركة مستمرة حتى النصرإن معركة مكافحة المخدرات ليست نزهة، بل هي حرب ضروس ومستمرة، تتطلب تضافر جهود كل فرد في هذا الوطن. من الأجهزة الأمنية الباسلة التي تقف في الصفوف الأمامية، إلى المؤسسات الرسمية، والمجتمع المدني الفاعل، وصولاً إلى كل أب وأم ومعلم. كلنا شركاء، وكلنا مسؤولون في هذه المعركة المقدسة!بهمة شبابنا التي لا تلين، وبتضحيات رجالنا الأوفياء الذين سطروا بدمائهم أسمى معاني الفداء، سيظل الأردن عصياً على هذه الآفة! سيبقى هذا الوطن حصناً منيعاً يحمي أبناءه من كل سوء، ولن نسمح للمخدرات بأن تدنس ترابنا الطاهر.حفظ الله الأردن والهاشميين، سياج هذا الحمى ودرعه المتين.