تقديم أفكار جديدة – تأليف: عصام قضماني

تقديم أفكار جديدة – تأليف: عصام قضماني


بوضوح وحسم حدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ايمن الصفدي الموقف الأردني الصلب في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في نيله حريته ودولته المستقلة ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، قال الصفدي في حديثه لتلفزيون المملكة ما لم يقله احد في توصيف الحرب الإيرانية الاسرائيلية، وهو ما سيختلف معه كثيرون لكن بكثير من التدقيق فان ما قاله الصفدي كان واقعيا وهو ان كان لا ينتقص من جهد ونوايا الغير لكنه كان واضحا بما يكفي لكي تكتمل الصورة.كان ما حدث عدوان اسرائيلي على ايران، لا شك في ذلك وهو مدان بكل اللغات، وكانت النهاية بوقف إطلاق النار مثيرة اكثر من اللازم، وسؤال المليون هو لماذا نسيت او تناست ايران غزة والشعب الفلسطيني في اتفاق وقف إطلاق النار ؟.نسأل وقد كنا نستمع ليل نهار إلى أصوات تقول ان ايران اشتبكت مع اسرائيل من اجل غزة ومن اجل الشعب الفلسطيني.صحيح ان ايران قارعت اسرائيل وقصفت وردت وآلمت لكن الصحيح ايضاً هو ان ايران لم تتحرك عسكريا إلا بعد أن مست اسرائيل ثوبها وبعد أن قصفت قنصليتها في سوريا وبعد سلسلة من اغتيالات القاعدة.‎الموقف الأردني واضح وان كان سيغضب البعض فليكن لكن المقابل هو وضع النقاط على الحروف.‎الأردن.. امنه وسلامة مواطنيه ومصالحه العليا اولاً وعلى نفس الخط تأتي قضية الشعب الفلسطيني التي نسيت لزمن وكادت ان تنسى في غمرة هذا الصراع الجديد.‎موقف كان وما زال وسيبقى إلى أن تتحقق هذه الأهداف، وقد ترجمها بقوة وزير الخارجية أيمن الصفدي في.‎كلمات قوية وصارمة لا تقبل التأويل، واضحة ومحددة لا تقبل التفسير.‎الرأي العالمي يتغير لصالح وقف العدوان لكن ثمن هذا التغيير كان باهظا، وما يحتاجه إلى صوت عربي موحد يهيمن على المشهد في مواجهة الرواية الإسرائيلية الزائفة وهذا ما يحققه الأردن.‎خسارة اسرائيل كبيرة جدا فهي في عيون الرأي العام العالمي مجرمة حرب وقد بدأ التعاطف معها في الغرب يضعف تدريجيا وليس صحيحا أن التأييد لحربها على غزة أصبح كما بدأ.انشغلنا لفترة عن غزة والمذابح التي ترتكبها عصابة اليمين الاسرائيلي وسنحتاج لإعادة تموضع جديد وهذا ما يفعله‎الأردن بصوت مؤثر تستمع اليه القيادات العالمية ولا زالت كلمات جلالة الملك في أوروبا تملأ الفضاء على المستوى الرسمي والشعبي العالمي.‎الأردن ليس دولة كبرى وهذا ما يجب أن نعرفه فلذلك فان على الاوساط الشعبية أن تتماهى مع هذا الموقف.‎جميعا بدءا من الملك والملكة التي تواجه حملة إعلامية مضللة وحتى أصغر مواطن نتجرع ذات الألم وذات المرارة والحسرة والغضب للدم المراق في غزة وفي الضفة.‎هذا الألم لا يجب أن يتحول ضدنا بل في موقف موحد لتعزيز الجبهة الداخلية وقد اتضحت أهداف إسرائيل في استكمال خطة تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن.‎الموقف الموحد هو الذي لا يدع للعدو منفذا لنقل المعركة وخلق الاضطرابات لإزاحة النظر عن جرائمه في غزة.الشعب الفلسطيني ليس وحيدا ما دام هناك اردن قوي