الأردن وقطر: ما بعد الهجمات الصاروخية

الأردن وقطر: ما بعد الهجمات الصاروخية


مدار الساعة – كتب: محرر الشؤون السياسية – جلالة الملك عبدالله الثاني يهاتف سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، مؤكداً تضامن الاردن مع دولة قطر وإدانته الشديدة للهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية. الأردنيون عبروا عن تضامنهم مع الدوحة بطريقة قوية ومعبرة؛ ليتحول هذا التضامن الى “ترند” على شبكات التواصل الاجتماعي تعبيرا عن عمق العلاقات الاردنية القطرية ليس في شقها الرسمي بل والشعبي أيضاً.#االاردن_وقطر تحوّل الى الترند الاكثر رواجا أردنيا. اما المشاهد التي جرى تداولها لهذا الانتهاك فقد تناولها الاردنيون كما يتناولون مشاهد سمائهم طوال الـ 12 يوما من النزاع الايراني الاسرائيلي.هذا الامر متوقع لمن يعرف مستوى العلاقات الاردنية القطرية سواء على الصعيد الرسمي او الشعبي. عين الاردنيين ترى قطر الاردن والاردن قطر. وهذا ما يفسر تحول الحدث الى الاكثر رواجا لديهم برغم ان سماءهم هي الاخرى لم تكن خالية. شجرة يتعاهدها الطرفان بالرعاية كأنها شجرة يتعاهدها الطرفان بالرعاية والسقاية والإنماء في كل حين، حتى أثمرت تطوراً ملحوظاً، خلال العقود الماضية على الصعد جميعها ومنها السياسي والاقتصادي.لقد شهدت العلاقات الأردنية القطرية نموا مضطردا حتى أصبحت نموذجاً في العلاقات العربية العربية.وهذا هو الشعار: من عمّان للدوحة، قلوبنا واحدة ومصيرنا واحد الأردن وقطر إخوة بالموقف قبل الكلمةهذا ليس جديداً. فقد انطلقت هذه العلاقات وتكفلها الطرفان بالتجديد يوما بعد يوم، فحافظ البلدان على مستوى متقدم من التنسيق السياسي والتشاور المستمر في الملفات الإقليمية والدولية.إن ما تمثله هذه العلاقات كنموذج للعلاقات العربية المتوازنة، المبنية على الاحترام، والمصالح المشتركة، والتعاون المستمر، تدعو الى التفاؤل وسط تحولات جيوسياسية متسارعة في المنطقة؛ لهذا من المتوقع أن تشهد هذه العلاقات مزيدًا من التنسيق والتكامل بما يخدم استقرارهما وازدهارهما.ثم إن التعاون بين قطر والأردن الذي يرتكز على قواعد متينة لا تكاد تحصر بسهولة تغذيها روح التضامن العربي والإسلامي. وهذا ما يفسر ثبات هذه العلاقات بين البلدين إدراكا من القيادتين لأهمية وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة.هذا من حيث الاساسات التي بُنيت عليها العلاقات الاردنية القطرية اما من حيث الفروع فيُمثل الجانب الاقتصادي أحد أبرز محاور التعاون بين الأردن وقطر.لم ينس الاردنيون عندما أعلنت دولة قطر في عام 2018، عن حزمة دعم اقتصادية شملت توفير 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين في السوق القطرية، إلى جانب تخصيص 500 مليون دولار للاستثمار في مشاريع تنموية بالأردن، وذلك في إطار دعم الاقتصاد الأردني وتعزيز العلاقات الثنائية.هذا بعض من كل. فإن الاستثمارات القطرية في الأردن تتوزع على عدة قطاعات مثل السياحة، العقارات، البنية التحتية، والقطاع المصرفي.وفي فسيفساء العلاقات الدولية بامكانك ان ترى بوضوح لمعان العلاقة الأردنية القطرية وقد صقلتها أحجار كريمة من الأخوة والاحترام المتبادل.كيف ولا وتاريخ البلدين جامع لأعمدة التعاون، والمواقف المشرفة في ميادين السياسة والاقتصاد والدعم الإنساني.فمن عمّان إلى الدوحة، تمتد جسور ليست دبلوماسية فقط. لا تهزها العواصف ولا تنال منها التقلبات.