السوالقة يكتب: الوزير الصفدي: دبلوماسي في مواجهة التحديات ـ بقلم: العقيد المتقاعد د. عودة السوالقة

رغم وتيرة العمل المتسارعة وضغوط المهام اليومية، يظهر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بحيوية الدبلوماسي الواثق، متنقلاً بين العواصم، حاملاً رسالة الأردن بكل اقتدار…ورغم ما يبدو من آثار الإرهاق التي ارتسمت على ملامح وزير الخارجية، إلا أنه لا يزال يواصل أداء مهامه بوتيرة متسارعة وبعزيمة لا تلين.ألا يستحق إجازة نقاهة؟ نحن نقدّر جهوده المضنية، ونقول: “الله يعطيك العافية”.لقد بذل وأعطى، ونسأل الله أن يعوّضه بصحته وعافيته.نحن لا ندعو إلى تغييره – حتى لا يُفهم كلامنا خطأ – ولكنها مشاعر إيجابية صادقة تجاهه.كلامي موجَّه لمن لا يميّز بين وزير ووزير؛ فوزير الخارجية هو من يقوم بكل ما يلزم خارج الأردن.ولو اقتصرنا الوزارات على وزير خارجية ووزير داخلية لكفى؛ فهما وزارات سيادية عامة المعنى، لا تعمل في تخصص واحد.فأحدهما للشؤون الداخلية، والآخر للشؤون الخارجية من جميع الوجوه.ولكن… وزير الخارجية مرهق لكثرة السفر.وللعلم، في سفراته لا ينزل في سوق ولا منتجع؛ وربما من الطائرة إلى مكان العمل ويعود مع نفس الطائرة!أي: من مكان الزيارة إلى المطار مباشرة، ولا يصل إلى فندق.وربما يكتفي بما تناوله من طعام في الطائرة.كثير من الجنود يعملون عملاً مضنيًا لا يعلمه عامة الناس.وعمل وزير الخارجية حساس جدًا؛ فرب كلمةٍ خاطئةٍ قد تدمّر علاقاتٍ ضرورية، أو تثير غضب الشارع أو دولة معينة.لذلك تجده مرهقًا من اختيار الألفاظ، والبحث عن أمور مشتركة إيجابية.ومن تعدد مجالات الحديث؛ فكل لقاء له مفرداته، وكل شخص له حديثٌ يخصه، ولا يستطيع إسقاط لقاءٍ على آخر.ألا يتطلب ذلك، يا ترى، معرفةً باللغة العربية، ولغة الدبلوماسية، ومعرفةً بكل دولة؛ تمكّنه من بناء مفردات وجمل تناسبها؟وزير الخارجية… هو وجه الأردن.فإما أن يكون جميلاً، وإما أن يغيّر الصورة الحقيقية.وزير الخارجية هو من يصوغ توجيهات جلالة الملك بلغةٍ تناسب الآخرين، دون المساس بالعلاقات الثنائية، أو كشف سر، أو ضياع حق، أو إساءة للأردن أو لأي دولة أخرى.وزير الخارجية… هو من يجتمع مع الأعداء والأصدقاء معًا، وفي كل الظروف.وهو الأكثر تعرضًا لخطر السفر، والتفجيرات، والاغتيالات.فهو فدائيُّ الوطن… المضحي بوقته وحياته وملذاته في سبيل واجبه.ألا يستحق الإكرام؟ بل كل الإكرام له…بارك الله في جهوده، وحفظ عليه صحته وعافيته.