الكردي توجه رسالة إلى الملك عبدالله الثاني ـ بقلم: جوان الكردي

يا سيد البلاد، يا أبا الحسين.. نكتب إليك هذه الكلمات لا كصحفيين، ولا مراقبين، بل كأبناء يرون أباهم يسعى في كل الاتجاهات كي يحمي بيته، ويحافظ على كرامة أهله، ويمنع النار من أن تقترب من بابه.نراك في المؤتمرات، نراك في المحافل، نراك تجري من عاصمة إلى أخرى، وتخوض حوارات دقيقة في زمن فقد كثيرون فيه القدرة على قول الحق. نراك صلبا في الموقف، صادقا في الحديث، سريعا في الحركة، وكأنك وحدك تحمل كل هذا الوجع العربي فوق كتفيك.من غزة التي احترق منها القلب، إلى اشتعال الجبهات التي أوقدتها إسرائيل في لبنان وسوريا وإيران، كنّا نتابعك لا كملك فقط، بل كإنسان لا يكلّ رغم التعب، مجهد من حجم الألم الذي يحمله في قلبه والمسؤولية التي يحملها على كاهله، لكنه لا يتوقف، ولا يتراجع، ولا يشتكي.سيدي، نعرف أنك لست فقط ملكا.. أنت الأخ.. والأب.. والسند.. والضامن لوحدة هذا الوطن واستقراره. نعرف أنك لا تنام كما ننام، ولا ترتاح كما نرتاح. نعرف أن كل لحظة تمر عليك تحمل همّ شعب بأكمله، وخوف أم، ودعاء شيخ، وتطلعات شباب يبحثون عن الأمل.لم نكتب لنطلب، بل لنقول لك إننا نراك، ونقدّر ما تفعل، ونعرف أنك تتعب لأجلنا. نكتب لنقول لك إن حبنا لك لا يقاس بالمناصب ولا بالمظاهر، بل بالحقيقة التي نلمسها.. بأنك لا تهرب من المعارك، بل تتقدمها.نكتب فقط لنقول لك:نحن معك، ومعك دوماً.لأنك لم تكن يوما بعيدا عنا، ولا نحن كنا بعيدين عنك.دمت لنا ودام الوطن بك آمناً ثابتا قويا شامخاً.