خريسات يكتب: عندما تَظَاهَرَت نورا كرجل وكشفت عن حقائق لا يريد المجتمع مواجهتها

خريسات يكتب: عندما تَظَاهَرَت نورا كرجل وكشفت عن حقائق لا يريد المجتمع مواجهتها


مدار الساعة – كتب: أ. فراس خريسات – في عالمٍ باتت تُختصر فيه القضايا الإنسانية تحت شعارات “النسوية” أو “الذكورية”،برزت تجربة نورا فينسنت كجسر نادر بين الشعورين… لكنها ما إن عبرته حتى سقطت من ثقل الحقيقة.هي لم تكن تكره الرجال، بل كانت تظن أنهم نالوا امتيازاتٍ بلا مقابل… فقررت أن تختبر الحياة بوجوههم.تنكّرت كـ “رجل” لمدة 18 شهرًا، لكنها ما إن عادت إلى هويتها الحقيقية حتى دخلت مشفىً نفسيًا من هول ما رأت!الرجولة في ميزان الإسلام:قبل أن نبدأ بتأنيب الرجال، أو نضعهم تحت مجهر النقد، فلنعد إلى ما قاله خالقهم:“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ”آية طالما أُسيء فهمها، وفُسّرت بأنها امتياز ذكوري، لكنها في حقيقتها تكليف لا تشريف ، القِوامة في الإسلام ليست تسلّطًا، بل مسؤولية، ورعاية، وبذل، وتحمُّل، هي قِوامة من يُحاسَب أولًا قبل الجميع.والمجتمع… هل رأى ألم الرجولة؟في موروثنا الاجتماعي العربي، نُربي أبناءنا على أن :“الرجل لا يبكي، وأن السكوت رجولة، وأن من يشكو ضعيف”فنزرع فيهم كبتًا… ونتعجّب من صمتهم، ثم نلومهم إن اختنقوا! ونتهمهم بالقسوة، والبرود، والتجاهل،ونسينا أن كثيرًا منهم لا يملكون مهربًا إلا وجوهًا جافّة، وقلوبًا مشتعلة بالحيرة.رسالة نورا: الرجال بشر… لا آلات صلبة ..في كتابها Self-Made Man، كتبت نورا أنها لم تكن تعلم حجم الألم الذي يُخفيه الرجال خلف وجوههم.قالت:“الرجال يتألّمون… لكن بصمت، لأنه لا يُسمح لهم أن يصرخوا.”ومع كل ما في مجتمعهم الغربي من حرية… انهارت هي، امرأة، لمجرد أنها لبست هذا الوجه المؤلم!أين الحل؟في الإسلام: لا تفاضل بين ذكر وأنثى إلا بالتقوى.وفي ديننا:• النساء لُطف ورحمة،• والرجال ستر وسند،• والمجتمع المتزن هو من لا يُقصي ألم أحد، بل يفهمه ويواسيه.المشكلة ليست في الرجل، ولا في المرأة… بل في الميزان المختل.لا بد أن نعيد تعليم أولادنا:أن الرجولة ليست خشونة، بل حُسن خُلق ، وأن الرجل لا يُقاس بقدرته على الكبت… بل على العدل، والرحمة، والصدق.همسة ختام:“يا بُني، لا تكتم وجعك…فالأنبياء بَكوا، واشتكوا إلى الله، وما انتقصت رجولتهم لحظة ..