العبداللات يتناول: ما دلالة استهداف إيران للعواصم الثلاث لإسرائيل؟ ـ بقلم: أ.د. عبدالفتاح العبداللات

مع دخول الحرب مع ايران يومها التاسع تتزايد خسائر الاقتصاد الاسرائيلي، فالي جانب قيام ايران بضرب المواقع العسكرية هناك تركيز من قبل الطرفين على البنية التحتية المتعلقة بالصناعة ويعتبر استهداف مدينة بتاح تكفا ( أم المستوطنات اليهودية حيث ضمت اول مستوطنة زراعية يهودية في فلسطين في عام 1878) خير دليل على ذلك.وتقع هذه المدينة على بعد 11 كم عن مدينة تل ابيب، ويبلغ عدد سكانها 250 الف نسمة، وتعني بالعبرية (باب الرجاء أو فتحة الأمل)، وقد تحولت من أم المستوطنات إلى مركز صناعي حيث تعتبر العاصمة التكنولوجية لإسرائيل، حيث يوجد في تلك المدينة شركات التكنولوجيا المتقدمة (مركز عالمي لشركة إنتل، و آي بي إم ، وأوراكل) وتكنولوجيا المعلومات العالمية والمصانع (مصانع الاغذية والزيوت والصابون والاطارات والآلات الزراعية) ، وشركات التأمين، والصناعات الدوائية، وتعتبر ثاني أكبر مركز صناعي بعد حيفا ( وتعتبر جزء من كتلة المدن المعروفة باسم غوش دان المحيطة بتل أبيب).أما مدينة حيفا فتعتبر من المدن الاستراتيجية وهي العاصمة الصناعية والاقتصادية حيث تضم أكبر الموانئلاسرائيل على البحر المتوسط (بالاضافةللموانئ الاخرى وهي ميناء أسدود وميناء أيلات )بل تعد ثالث اكبر المدن في اسرائيل بعد القدس وتل ابيبوتضم اكبر مصافي تكرير النفط ومجمع بازان الصناعي الحيوي وايضا تعتبر مصدر للمحاصيل الزراعية ، ويعتبر ميناء حيفا الميناء الاساسي في النشاط التجاري لإسرائيل ( تم خصخصة الميناء لصالح شركة هندية – إسرائيلية بقيم 1.15 مليار دولار )حيث اصبح منصة عالمية في التجارة والملاحة ، وله مكانة عسكرية فيوجد فيه مقر الاسطول البحري الاسرائيلي ، ويوجد في منطقة خليج حيفا صناعات بتروكيماوية ثقيلة ، وتعد حيفا مركز للصناعات العسكرية والتكنولوجية ويوجد فيها شركات كبرى (شركة رافائيل للأنظمة الدفاعية المتقدمة المسؤولة عن تطوير منظومة القبة الحديدية، ومقر شركة إلبيت سيستمز وهم رواد في مجال الطائرات بدون طيار والحرب الالكترونية ، وشركة صناعة السفن الحربية الاسرائيلية ).اما مدينة تل ابيب (نشأت على انقاض مدينة يافا الفلسطينية وتعني باللغة العبرية تل الربيع ) فهي العاصمة السياسية والثقافية لإسرائيل وتقع على الساحل الشرقي للبحر المتوسط ) وهي ثاني المدن الاسرائيلية من حيث السكان بعد القدس التي تبعد عنها 60 كم ، ويوجد فيها العديد من الشركات التكنولوجية وشركات التأمين والاوراق النقدية والبورصة ، وقد تأسست بورصة تل ابيب في عام 1953 ، وتمثل بورصة تل ابيب ( تم استهدافها بالصواريخ الايرانية ) مركز حيويا للاقتصاد الاسرائيلي ، واهم مركز لصناعة القرار الاستثماري وتتمتع البورصة برمزية شديدة داخل اسرائيل ، وتضم تل أبيب اكبر مطار في البلاد وهو مطار بن غوريون ( مطار اللد سابقا وتم تسميته نسبة الى اول رئيس وزراء لإسرائيل) الذي يبعد عنها 15 كم.إن استهداف الصواريخ الايرانية لتلك العواصم الثلاث يعد ضربة قاصمة للاقتصاد الإسرائيلي.