العتوم يتساءل: هل نختار السلام أم نشهد حربًا ثالثة؟ ـ تأليف: د. حسام العتوم

العتوم يتساءل: هل نختار السلام أم نشهد حربًا ثالثة؟ ـ تأليف: د. حسام العتوم


شخصيتان سياسيتان متطرفتان تقودان التوجه صوب الحرب العالمية الثالثة المدمرة للحضارات و البشرية ، والتي هي مرفوضة عالميا على مستوى الدول و الشعوب ، و خاصة الدول العظمى التي تمثل النادي النووي . ولا تلتفتان لنتيجة الحربين العالميتين الأولى ( 1914 – 1918 ) و الثانية ( 1939 – 1945 ) المأساويتين على مستوى الدمار البشري ، فلقد بلغت خسائر الحرب العالمية البشرية الأولى أكثر من مليون إنسان ، و في الحرب العالمية الثانية أكثر من 27 مليون إنسان . و ربما أن هناك مؤسسات خلفهما معنيتان بتخفيض عدد سكان الكرة الأرضية البالغ أكثر من ثمانية مليار إنسان . و الشخصيتان هما فلاديمير زيلينسكي – الفنان الكوميدي الذي أصبح رئيسا منتخبا لأوكرانيا عام 2019 وانتهت ولايته ، و هو صاحب مسرحية ” خادم الشعب ” التي حولها حيث أصبح خادما للغرب بعد تفضيله للحرب مع شعبه و المكون الروسي في شرق و جنوب أوكرانيا بداية لمدة ثماني سنوات ،ومن ثم اصطدم مع روسيا وسط اتفاقية ” مينسك 2015 ” ، و بعد تحريك موسكو للعملية العسكرية الخاصة الدفاعية التحريرية بتاريخ 24 شباط 2022 ، وبعد تعطيل ” كييف ” لجلسة السلام مع موسكو بسبب التشاور مع الغرب لمدة إسبوعين .ومن ثم المراوغة من جديد مع موسكو بعد التشاور من جديد مع الاتحاد الأوروبي في جلستي إسطنبول 2025 ،رغم جهد الولايات المتحدة الأمريكية الحميد بقيادة الرئيس دونالد ترامب .و الشخصية الثانية ، هي بنيامين نتنياهو ، رئيس وزراء إسرائيل ، و رئيس حزب الليكود ، وهو ديكتاتور و مجرم حرب شهدت له بذلك حرب غزة 2023 / 2025 ،ومن ثم الحرب الإسرائيلية غير المشروعة على إيران بتاريخ 13 حزيران 2025 عبر اختراق إيران لوجستيا و التسبب في قتل علماء نووين إيرانيين ، و قائد الجيش الإيراني ، و قادة من الحرس الجمهوري ، بهدف إنجاح انقلاب سياسي في طهران ، و توجه إسرائيل لمواصلة ضرب العاصمة الإيرانية طهران ،و استهداف مفاعلاتها النووية التي بنتها روسيا في منطقة ” بوشهر ” للأغراض السلمية . و في وقت استمرت فيها المفاوضات الأمريكية – الإيرانية لست جولات في سلطنة عمان ، و الاقتراب من الاتفاق على ضبط التخصيب النووي ، و السماح لمفتشي وكالة الطاقة النووية بالوصول للمفاعلات النووية الإيرانية بهدف اعداد تقرير عن الخطر المحتمل الذي تخشاه إسرائيل ، و أمريكا ، و الغرب من احتمالية انتاج إيران للقنبلة النووية .ولقد قابلت إيران الهجوم الإسرائيلي غير المبرر و غير المقنع بهجوم مضاد بعد الإرتكاز على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 50 التي تتيح حق الرد .وما يشاهده العالم من جريمة حرب إسرائيلية بشعة يومية في قطاع غزة على مستوى الإنسان و البنية التحتية ، أصبح نتنياهو يشاهده في تل -أبيب عاصمة إسرائيل ، وفي حيفا ، و عموم إسرائيل في حالة يرثى لها نتيجة للقصف الإيراني الذي حمل صيغة ردة الفعل و بقوة . وكل ما لحق بإسرائيل من دمار في هذه الحرب التراشقية الأخيرة ، هي من صنع نتنياهو و الموساد الإسرائيلي ،و أجهزة لوجستيا الغرب ، و ليس نتاجا سلبيا لإيران .حسب تصوري فإن ، إسرائيل التي تمارس الاغتيالات في حروبها ومع إيران لم تنجح في تحقيق انقلاب على النظام الإيراني الأيدولوجي ، بل زادت من ضغينة الشعب الإيراني و نظامه السياسي على وجود إسرائيل في المنطقة الشرق أوسطية ، و الذي هو وجود صناعي ، انتجته الصهيونية العالمية بعد الالتفات على الأمم المتحدة عام 1947 ، وفي عمق التاريخ المعاصر منذ مؤتمر بازل 1897 في سويسرا على يد ثيودور هرتزل ، و التشجيع على شن حرب مع خمس دول عربية عام 1948، تمكن الأردن – المملكة الأردنية الهاشمية وسطهما من تحرير الضفة الغربية و التأسيس للمطالبة بدولة فلسطينية و عاصمتها القدس الشريف ، وهو الذي يطلق عليه اليوم حل الدولتين . و بالمناسبة قرار 242 ، هو صناعة أردنية ،و ينص على ضرورة إنسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلها عام 1967 .وتكرر النداء لإسرائيل لمغادرة الأراضي العربية في قمة العرب في بيروت عام 2002 على لسان الأمير / الملك عبد الله بن عبد العزيز – أمير و ملك المملكة العربية السعودية لاحقا . وما تحقق هو مغادرة إسرائيل لشبه جزيرة سيناء ، و لمنطقة الغمر الأردنية إلى جانب منطقة الباقورة وبجهد مباشر لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله من وسط معاهدة السلام عام 1994 . وغادرت إسرائيل قطاع غزة عام 2005 .والاراضي العربية الباقية تحت الاحتلال منذ عام 1967 هي الضفة الغربية ، و قطاع غزة من جديد بعد السابع من أكتوبر عام 2023 التي لم يحسب سلوكه و لا نتائجه بدقة ، رغم أهميته في التعريف بالقضية الفلسطينية العادلة عالميا ، و جوبه بضجيج عالمي سلبي في المقابل .و لم تتمكن إسرائيل من الوصول إلى أعماق الدفائن الإيرانية النووية بعد توجيهها لضربات متتابعة للمفلاعلات النووية الإيرانية الماكثة فوق الأرض . و لازالت تراهن على الوصول إلى الأعماق النووية الإيرانية بالتعاون مع أمريكا و الغرب ، و بعد حصولها على طائرات 52 المعروفة بقدراتها الصاروخية الخارقة للأعماق السحيقة تحت الارض . و هو الأمر الذي يؤكد عدم قناعة إسرائيل بالمفاوضات الأمريكية – الإيرانية التي جرت في سلطنة عمان .و بتشكيك إسرائيل بالدور الأمريكي ، و الإيراني المقابل في الوصول لسلام إسرائيلي – إيراني دائم . و ترويج إعلامي إسرائيلي مناهض لإيران و مشيطن لها ، و إعلام إيراني مدافع عن سيادة إيران ، وعن أذرعها في المنطقة العربية ، و التي هي إيرانية أيضا . ولن تتراجع إيران عن مناهضة إسرائيل . و لا يشكل الباكستان و لا الهند ، ولا الصين ، خطرا على إسرائيل ، و مشاروات سياسية و تكنولوجية نووية دائمة بين إيران و روسيا .بطبيعة الحال الحرب العالمية الثالثة مستبعدة ، و هي التي رفضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، و حذر الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي من دفع العالم بإتجاهها . و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نبه من احتمال التجذيف بإتجاه حرب عالمية ثالثة . و في حالة توجه الولايات المتحدة الأمريكية للاستماع لإسرائيل – نتنياهو بتوجيه ضربة نووية لإيران ، و هو المستبعد جدا ، فإن اصطفافات دولية ستحدث ، و سوف تقسم العالم إلى غرب و شرق .ففي الحالة النووية التي يصعب توقعها ، فإن أمريكا سوف توحد صفوفها مع الاتحاد الأوروبي لتشكيل قوة نووية قوية خارقة واحدة قادرة على التصادم مع إيران . و في المقابل لن تبقى إيران لوحدها ، ففي العمق روسيا الاتحادية ، و الباكستان ، و الهند ، و كوريا الشمالية ، وكلها قوى نووية تتقدمها نوويا عسكريا روسيا بكل تأكيد .و شعارات ” الموت لإسرائيل ، و الموت لأمريكا ، باقية أيدولوجية شعبية إيرانية مادام الخطر يحيط بإيران . و سوف تزول حالة زوال الخطر .