أبو زيد يكتب: الصفيح الملتهب يتأجج، فهل اقتربت نهاية الحرب الباردة رسميًا؟ ـ بقلم: زيد أبو زيد

أبو زيد يكتب: الصفيح الملتهب يتأجج، فهل اقتربت نهاية الحرب الباردة رسميًا؟ ـ بقلم: زيد أبو زيد


حرب في أوكرانيا تشتعل بلا ضوابط ولا نهاية واضحة بل ربما تتصاعد إلى نقطة لا رجعة فيها فدول النيتو تصر على برنامج لإنهاء الحرب بشروط لا يمكن للامبرطور بوتين قبولها خاصة وأنه يتمتع بمساندة غير محدودة من الصين وغيرها ويعلم تردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدخول في هذه المنطقة في مواجهة التحديات النووية ولذلك فالخاسر الأكبر ستكون أوكرانيا بلا شك.الصين بدورها ستكون متأهبة للاستفادة من عدم استقرار العالم لتصفية حسابها مع تايوان وهي تملك كل مقومات ذلك ومع الحرب التي توقفت بين باكستان والهند وإن إلى حين واطماع الولايات المتحدة في كندا وغرينلاند وبنما واشتعال منطقة الشرق الأوسط الكبير في غزة وفلسطين ولبنان واليمن والصراع في ليبيا واخيرا الحرب الايرانية الإسرائيلية التي أتوقع أيامًا تحمل الكثير فيها من الدمار الواسع والاغتيالات وتوسعها فإن العالم سيودع الحرب الباردة وحال انتهاء التصاعد ستقطف الثمار لتنهي قطبية الدولة الواحدة عالميا إلى مرحلة الاستقطابات الواسعة ولا يعتقد أحد أن المناورات الصينية الايرانية الروسية كانت بروتوكولية أو صورية بل تحضيرا للقادم وكل لحساباته.اما اردنيا ففي زمن الإنجازات العظيمة التي حققها وطني الأردن قيادة وشعبا في زمن صراعات معقدة أبرزها الحرب الهمجية التي يشنها الكيان الصهيوني العنصري المتطرف على قطاع غزة والضفة الغربية والتي تستمر دون أي مشروع عالمي وعربي لوقف المخططات الصهيونية، يستمر الدور الأردني مدافعًا عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس، وفي ذات الوقت يستمر الأردن في تجاوز الآثار الكارثية للصراعات الاقليمية والدولية للحفاظ على الإنسان وإقتصاد الدولة بحكمة القائد ووعي الشعب. وهنا فإننا لا نغفل أننا مكون من مكونات الجغرافيا والديمغرافيا العالمية. بل أننا لن نستطيع أن نعيش في عزلة، فهذا وقت للعمل الجماعي الإنساني الذي مزقته الصراعات العالمية.ان العالم يتشكل من جديد. وقد يكون ثنائي القطبية أو متعدد الأقطاب. ومن الممكن ان تقوده الصين أو روسيا وقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية استعادة توازنها للمرور الأمن من هذه الأزمات اقتصاديا وسياسيا إلى محاولة تسيد العالم من مدخل أمريكا أولا ولكننا هنا وفي زمن الحديث عن المآسي في زماننا المقلوب قد يطول شرحنا . كيف لا ؟ ونحن نقرأ عن مأساة الحلاج التي أسهب الأدباء في وصفها ، وعن مأساة شعب فلسطين الذي تشرد فوق كل كوكب ، وعن مأساة الامة التي تعاني من محيطها إلى خليجها من التجزئه وحروب القبائل والانفصال منذ قرون .أين أمس اليمن السعيد من واقعه اليوم ، حيث الامراض والحروب تفتك بشعبه، والجوع والتشريد يلاحقهم، وفي سوريا يتشكل النظام الجديد، ويغير من شكله ولونه ولكنه لا يخفي خوفه من الماضي وأنه سيمر بلا ثمن ، وأن إعمار سوريا وعودة المهجرين وتأهيل المكلومين هي مأساة بحد عينها في هذا الزمان وقبله وستكون بعده .وفي العراق فالحال ليس أفضل، فحرب الفساد والإفساد أشد من نير الوجود الأجنبي الذي لا يكاد يعلن عن انسحاب حتى تراه يعود بقوة أكبر لأنه باختصار حضر ليبقى زارعا للانقسام والتجزئة خاصة مع اشتعال الحرب الايرانية الإسرائيلية والتي أتوقع انزلاق الولايات المتحدة الأمريكية إليها عاجلا غير آجل، اما الشعب العراقي فلم يتخلص بعد من ماضٍ مرير من التمزق والتشرذم وغياب الأمن والامان وحتى الدولة، ونهب مقدراته ومستقبله معاً .أما صراعات الحاضر فقد تكون مدخلا لنظام عالمي جديد تتغير فيه قواعد اللعبة وقواعد الحياة معا . فقد استفحل الصراع وضرب عمق النظام العالمي ومؤسساته الدولية، وأوقفت آثاره حياة الرفاهية التي اعتادتها شعوب العالم الجديد والقديم معا. وأصبحت أحلام مشاريع التنميه أحاديث رفاهية في ظل الخوف من المجهول.وعودة إلى ذي بدء فقد أمست كثير من الدول تتقاسمها حكومات ومليشيات ودول تعمل على قاعدة الكراسي المتعاكسه، وحلم الرفاهية لن يتحقق بالسهولة التي يتوقعها البعض، مع انه أصبح في البحث عن الذات والمكان في ظل ضياع زمان الانجازات.ولا تتوقف القائمه ولكن يعجز القلم عن تسجيل المآسي في الصومال و السودان وغيرها في ظل الأزمات الجديدة التي تشغل الشارع الآن والتوقعات مفتوحة تماما.إنَ مآسي فلسطين واليمن وسوريا والعراق والسودان وليبيا وغيرها التي أرادت لها معايير السياسة الحديثة أن تطول يجب أن تزول, لان ما وراء الأكمة ما وراءها يدفع الى فكري بيتاً شعريا للشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود في فلسطين وهو يقول:وسابقت النسيم ولا افتخار أليس عليَ أنْ أفدي بلاديفالشاعر و الامة كلاهما ضحية وشهيد، فالأول سَطَر بدمائه انشودة المجد، والثاني قدَمت نفسها قرباناً لترتيبات ما فوق اقليمية، في مأساة تفتيت دول وذوبان هوية شعوب واستهداف لامة باكملها ، والشعوب تدفع الثمن دماءاً زكية وخراب وضياع، فصدق فيهما قول القائل:”والجود بالنفس أقصى غاية الجود”.لقد لحقت شعوب ليبيا والسودان والعراق والصومال واليمن الشعب الفلسطيني وسوريا إلى مسلسل الضياع والفرقة والتجزئة والتشريد والموت في قطار سريع وربما يكون القادم حربا تتلاءم وعصر الصراعات ورسم مناطق النفوذ والغنائم الجديدة ،ووكل أملنا أن تكون عاقبة ذلك خيراً علينا وأن تنفرج الأزمات.وحفظ الله الوطن آمنًا مطمئنًّا .