القرعان يسلط الضوء: الأردنيون والقيادة الهاشمية – قصة مستمرة للبناء – بقلم: د. محمد كامل القرعان

القرعان يسلط الضوء: الأردنيون والقيادة الهاشمية – قصة مستمرة للبناء – بقلم: د. محمد كامل القرعان


في كل لحظة فارقة من تاريخ هذه الأمة، كان الأردنيون على الدوام حاضرين، لا على هامش الأحداث، بل في صلبها، يقاتلون بصبرهم، ويواجهون بصمتهم، ويؤمنون بأن الكرامة لا تُشترى، وأن العروبة ليست شعارًا بل التزامًا أخلاقيًا ووجوديًا.ومن أبرز ما ميّز الشخصية الأردنية في مسيرتها الوطنية هو التفافها الصادق حول قيادتها الهاشمية، منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول، الذي وضع اللبنات الأولى لبناء الدولة الأردنية الحديثة، وصولًا إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يواصل بحكمة واقتدار قيادة الأردن وسط محيطٍ مضطرب وتحديات متعاظمة. لقد تشكّلت عبر هذا الالتفاف علاقة فريدة بين القيادة والشعب، قوامها الثقة والشرعية والتاريخ المشترك.ورغم شُح الموارد، وضغط الجغرافيا، وتعقيدات السياسة، أثبت الأردنيون أن قوة الشعوب لا تُقاس بما تملك، بل بما تؤمن به. صمدوا في وجه التحديات الاقتصادية، واحتضنوا ملايين اللاجئين، ولم يتخلّوا عن ثوابتهم رغم ضغوط العالم.وفي كل بيت أردني قصة تلاحم وصمود؛ من الجندي المرابط على الحدود، إلى المعلم الذي يغرس القيم في الأجيال، إلى الشاب الذي يشق طريقه بالكاد في سوقٍ يعاني، لكنه لا يساوم على وطنه.وعندما يتعلق الأمر بفلسطين، فإن الأردني لا ينتظر موقفًا رسميًا ليقول كلمته. فالقضية تسكن وجدانه، وتاريخ اللجوء والنكبة ليس فصلًا عابرًا في ذاكرته، بل جزء من هويته. شهداء الجيش العربي على أسوار القدس واللطرون ليسوا مجرد أرقام، بل رموز تروي ملحمة وطنية مشتركة.ورغم كل محاولات التشويه والتشكيك، يظل الأردني وفيًا لقضايا الأمة، لا يساوم على سيادته، ولا يسمح للفرقة أن تنال من نسيجه الوطني. تلاحمه في الأزمات من أزمة كورونا، إلى فواجع اللجوء، إلى العدوان على غزة كان دليلًا على أن الشعب الأردني لا ينكسر، بل يزداد تماسكًا.وإذا أردنا أن نلخص الأردني بكلمة، فإنها: “الوفاء”. وفاء للقيادة، وفاء للأرض، وفاء للحق العربي في فلسطين.لقد آن الأوان أن يُنصف هذا الشعب في رواية الإعلام، لا بوصفه شعبًا صغيرًا في دولة محدودة الموارد، بل بوصفه شعبًا كبيرًا في مواقفه، مهابًا في كرامته، محترمًا في كل بيت عربي حر.