المجالي يكتب: الأردن ودور السلام في عالم مضطرب – رؤية ملكية بقلم نضال أنور المجالي

المجالي يكتب: الأردن ودور السلام في عالم مضطرب – رؤية ملكية بقلم نضال أنور المجالي


في عالم يموج بالتحديات، يبرز الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، كصوت ثابت للعقلانية والسعي نحو السلام. لطالما كان الأردن نقطة ارتكاز حيوية في المنطقة، وشكلت رؤية قيادته لعملية السلام جوهر سياسته الخارجية، ما جعله نموذجاً فريداً لدولة لا تعتمد على القوة العسكرية والاقتصادية للدول العظمى، بل تمتلك رصيداً هائلاً من المصداقية والحكمة والتأثير الدبلوماسي.يُعدّ الملك عبد الله الثاني دينامو السلام في الشرق الأوسط؛ فهو مهندس رئيسي للعديد من المبادرات الهادفة لحل الصراعات. إيمانه بأن السلام ليس غياباً للحرب فقط، بل هو بناء للعدالة وتحقيق للكرامة الإنسانية، دفعه لتبني مقاربة شاملة. هذا الدور الريادي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج إرث عظيم؛ فالملك عبد الله الثاني هو تلميذ ابن الحسين رحمه الله، الذي كرس حياته أيضاً لقضايا السلام والعدالة. وقد انخرط جلالته بفاعلية في دعم حل الدولتين، مؤكداً على حقوق الشعب الفلسطيني وضرورة وقف الانتهاكات. كما كان للأردن دور محوري في التصدي للتطرف والإرهاب، من خلال تبني خطاب وسطي يعزز قيم التسامح والتعايش.على الصعيد الدولي، يتبنى الأردن مقاربة تقوم على الحوار والشراكة. فبينما تسعى بعض الدول الكبرى لفرض نفوذها بالقوة، يقدم الأردن نموذجاً لدولة “تصنع نفسها بنفسها” دبلوماسياً وسياسياً. هو بلد يدرك حجمه، ولكنه يعظم من قيمته الإستراتيجية ووزنه الأخلاقي. فبدلاً من التنافس على النفوذ، يسعى الأردن إلى بناء جسور التواصل وتقديم الرؤية المستنيرة لحل النزاعات. هذا الدور المحوري في الوساطة، والدعوة لاحترام القانون الدولي، قد أكسب الأردن احترام وتقدير المجتمع الدولي، وجعله شريكاً موثوقاً في أي جهود حقيقية لتحقيق الاستقرار.إن رؤية الملك عبد الله الثاني للسلام تتجاوز الحدود الإقليمية؛ فهو يدعو باستمرار إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهة التحديات العالمية المشتركة مثل التغير المناخي والأمن الغذائي وقضايا اللاجئين، إيماناً منه بأن هذه القضايا هي جذور أساسية للعديد من النزاعات. في الوقت الذي تنشغل فيه بعض القوى الكبرى بصراعات المصالح، يقدم الأردن نموذجاً لدولة صغيرة بحجمها، عظيمة بتأثيرها، تجسد قوة الدبلوماسية الهادئة والعزيمة على تحقيق مستقبل أفضل.في الختام، تبقى جهود جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في خدمة السلام منارة أمل في منطقة مضطربة. إنها شهادة على أن القوة الحقيقية لا تكمن دائماً في حجم الجيوش أو قوة الاقتصادات، بل في حكمة القيادة، وعمق الرؤية، والالتزام الثابت بمبادئ العدل والحوارحفظ الله الأردن والهاشميين.