الإعلامية تغريد قرقودة تعبر عن حزنها لفقدان عمها: “من يزرع الحب لا يموت، ومن ينير العقول لا يغيب.”

الإعلامية تغريد قرقودة تعبر عن حزنها لفقدان عمها: “من يزرع الحب لا يموت، ومن ينير العقول لا يغيب.”


مدار الساعة – نعت الإعلامية تغريد قرقودة عمها الراحل الأستاذ أمين قرقودة القواقزة بالكلمات المؤثرة التالية:راح المعلم اللي علّمنا معنى المعلم.. راح الطيب، اللي كانت كلمته تسند، ونظرته تبني، وصبره يصبر الجبال. غاب الجبل، بس ظلّ أثره بقلوبنا، وكأنو كل ما نذكره منبكي بصوت صامت وحنين ما بينوصف.ما كان أستاذ وبس.. كان سند، كان أب، كان صديق، كان الروح اللي تمرّ بين الطلّاب وتلملم خوفهم، وتشد على أيديهم وتقول: قوم، فيك خير، فيك نور، فيك مستقبل.لم يكن مجرد استاذ، كان رجلاً يصوغ الأمل في قلوبٍ صغيرة، ويزرع في كل عقل فسيلة حلم، ثم يرويها بصبر المعلم ورفق الأب وكرامة الإنسان.أمين صلاح قرقودة… اسم لا تكتبه الأقلام كما يجب، ولا تكفيه الكلمات، لأن بعض الأرواح تولد بحجم وطن، وتغادر وقد خلّفت فينا مدناً من الوفاء والحنين.كان من صنف الرجال الذين لا يتكررون، أولئك الذين لا يدرّسون فقط، بل يبنون، لا يلقّنون فقط، بل يضيئون. خرج من تحت يده قامات، أطباء ومهندسون وقادة، لا لأنهم حفظوا منهجاً، بل لأنهم تعلّموا منه الحياة.لم يكن يبحث عن شهرة، ولا ينتظر تصفيقاً، كان يرى رسالته في كل عين يلمع فيها الفهم، وفي كل ظهر ينحني احتراماً، وفي كل دعوة صادقة من أمّ شعرت أن ابنها صار أفضل لأنه مرّ من عند قلب هذا المعلم.٧٢ عاماً عاشها يحمل الطباشير كأنها سلاح للوعي، ويمشي في طرقات المدرسة كأنها ساحات نضال، لم يعرف التقاعد من المحبة، ولم يغادر يوماً كرسيّ الاحترام في قلوب طلابه.رحل… نعم، لكن صوته لا يزال في الصفوف، ودفء كفّه لا يزال على الأكتاف، وعبق حضوره لا يزال في الممرات. رحل، لكن كل نجاح لأحد تلاميذه هو صدى لخطاه، وكل إنسان صالح مرّ من عنده، يحمل بصمته إلى الأبد.من قال إن المعلمين يموتون؟ إنهم يغيبون قليلاً ليعودوا في وجوه من علّموهم، في أخلاقهم، في صدقهم، في كل مرّة نقول فيها “كان لنا معلم لا يُنسى”.نم قرير العين يا أمين، فأنت حيّ في دعاء أجيالك، في ذكريات تغريد، في وجع الفقد، وفي لحظة صمت تقف فيها قلوبنا احتراماً.بدمعي كتبتها