حماية الوطن والمواطن تأتي في مقدمة الأولويات ـ بقلم: عالم القضاة

بعيداً عن ما تحمل مواقع التواصل من قصص اشبة بـ”التخاريف والخزعبلات”، لأنها لا تستند إلى تقصي الحقائق، فإن الأردن يشهد له تاريخياً أن حياة المواطن وحمايته أولوية قصوى.ولأن المبادىء والقيم تتعاضد ولا تتعارض، وتتكامل ولا تتقاسم، وثابتة لا تتبدل ولا تتغير بتغير الزمان والاحوال، فإن الأردن لم يتبدل يوماً تجاه أي قضية داخلية أو خارجية، فكيف يبث “الذباب الالكتروني” تشكيكاً حول قيام الدولة الأردنية بإسقاط صواريخ اخترقت أجوائه؟ والمحزن ان هناك من أبناء الوطن من أنساق خلف تلك الأكاذيب.الروايات تكثر والأكاذيب تتطاير وتنتشر بسرعة في مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، والمثير أن الكثير يتداول تلك الإشاعات ظناً منهم انها صحيحة مع أنها تفتقر إلى المصدر الموثوق.الأردن منذ انطلاق شرارة الحرب في غزة وجهت له كثير من الإتهامات الكاذبة، ورغم ذلك استمر بذات النفس من العطاء، سواء بتقديم المساعدات المتنوعة، أو بالجهد الدبلوماسي الذي قاده جلالة الملك عبدالله الثاني لإيقاف الحرب البشعة التي يشنها الاحتلال على القطاع، وهذا كله لم يجد مكاناً في قلوب وعقول الحاقدون الذين لا يتمنون الخير للأردن وأهله، ومخططهم الدائم جذب الوطن نحو الفوضى، وهذا بإذن الله لن يتحقق و المملكة الأردنية الهاشمية ستبقى عصية على عبث العابثين وأطماع الطامعين.المترصدون بالوطن كثر، ففي كل “عرس لهم قرص”، ويسعون إلى توظيف اي حدث لخدمة اجنداتهم، وهم حالياً ومنذ بداية اشتعال الحرب الإسرائيلية الإيرانية، لا يشغل تفكيرهم واهتمامهم سوى دفاع الأردن عن اجوائه من اختراقات صاروخية، متهمين المملكة بمساعدة العدو على إيقاف الهجمات الإيرانية على المحتل.لا أريد الإشارة إلى الحق القانوني بدفاع كل دولة عن أرضها وسماءها، فانا هنا أود ان الفت انتباه المترصدون إلى ما أشار إليه عقيد متقاعد لا ينافق، تربطه علاقة حب بالوطن، علاقة بلا مصالح، علاقة قائمة على الحب الصادق والرغبة في العطاء دون مقابل.. العقيد المقابلة تحدث لإذاعة محلية بمنتهى الشفافية والمصداقية، حول سبب قيام الدولة الأردنية إسقاط الصواريخ والمسيرات الإيرانية.حديث المقابلة الذي غلفته الخبرة العسكرية، كان عميقاً وواضحا لا يحتاج إلى تفسير، اختصرها بروايات واقعية من طبيعة عمله، تتمحور بأن حياة المواطن وحمايته أولوية قصوى لدى الدولة الأردنية، ضارباً مثلاً “عند حدوث خلل بطائرة فإن الطيار اول ما يقوم به هو ضمان خروج الطيار المتدرب سالما، ومن ثمّ يحاول الإبتعاد إلى موقع غير مأهول بالسكان لإسقاط الطائرة هو ما يجعل فرصة الطيار بالنجاه تتدنى، وترتفع فرص إصابته و عدم نجاته، وهذا بهدف عدم تعريض حياة المواطنين للخطر”.هذا المثل كفيل بأن يشعر من أنساق خلف من يترصدون بالوطن، بسخف أفعالهم، وحماقة تصرفاتهم نتيجة انسياقهم وراء أفكار الذين لا يتمنون الخير للأردن.حوار وحديث العقيد المتقاعد المقابلة، حمل الكثير من الحقائق التي كنا نجهلها، عن تغير مسار الصواريخ واحتمالية تهديدها حياة المواطنين، أو حول احتساب ارتفاع تلك الصواريخ وضعف قدرتها على المضي باتجاهها، ما يترتب عليه تدخل القوات الأردنية وبسرعة فائقة لإزالة أي مخاطر قد تضر بالأرواح أو بالمنشأت.اخيرا، للأردن كما باقي دول العالم حق حماية السيادة والأمن الوطني، وهذه ليست وجهة نظر قابلة للنقاش، إنما هو حق أصيل مكفول بموجب القانون الدولي، واختراق الأجواء الأردنية ليست ساحة حرب، فسلامة الوطن والمواطن أهم من كل نظريات وأوهام الذباب الالكتروني الذين ستبقى محاولاتهم لبث الفتنة مبتورة لا قدرة لها على السير طويلا، فكلما اوقدوا نارا للفتنة اطفأها الله..