إلى الذين يسيرون نحو الأمل في بداية امتحانات الثانوية العامة

إلى الذين يسيرون نحو الأمل في بداية امتحانات الثانوية العامة


مدار الساعة – كتب فراس خريسات: في غدٍ يُفتح فيه باب جديد من أبواب القدر، وفي وقتٍ يعصف فيه العالم بالأزمات، وتتراكم التحديات من كل صوب…نلتفتُ بأبصارنا وقلوبنا إلى أبنائنا الطلبة، أولئك الذين شقّوا طريقهم في صمت، وصبر، وقلق، كي يصلوا إلى محطةٍ مفصلية من محطات الحياة.إنها ليست مجرد امتحاناتٍ عابرة…بل هي *لحظة فاصلة*، تحمل في طياتها أحلامًا سهروا لها الليالي، وأمنياتٍ خبأوها في دفاترهم، وسطورًا كُتبت بالعرق والرجاء.وفي هذا اليوم الحاسم، لا بد أن نوجه *ثلاث رسائل…* لكل من هم في ميدان هذه المعركة النبيلة:أولًا: إلى أبنائنا وبناتنا الطلبةاعلموا أن هذه الورقة التي بين أيديكم، ليست مقياسًا لقيمتكم، ولا تختصر مواهبكم، ولا تحدّد مستقبلكم.هي مرحلة… *تفتح أبوابًا*، لكنها ليست الباب الوحيد.فقد وهبكم الله عقولًا وقلبًا وأحلامًا، وجعل الرزق يسعى خلف من صدق، لا خلف من تفوّق فقط.خُذوا بالأسباب، وتوكلوا على الله، وادخلوا قاعات الامتحان وأنتم واثقون أن ما كُتب لكم لن يُخطئكم، وما فُوّت عنكم لم يكن لكم.ثانيًا: إلى أولياء الأمور الكرامأبناؤكم اليوم ليسوا في امتحان وحدهم…أنتم أيضًا تُختبرون في *الصبر، والدعم، والاحتواء*.فلا تضغطوا، ولا تُشعروا أبناءكم أن مستقبلهم يُختصر في رقم على شهادة.بل غلّفوا أيامهم *بالدعاء والطمأنينة*، وذكّروهم أنكم معهم في كل حال، نجاحًا كان أم إعادة.فالخوف لا يصنع تميّزًا… بل الحبّ والدعم هم الوقود الحقيقي للإنجاز.ثالثًا: إلى المعلّمين والمراقبين والإداريينأنتم خط الدفاع الأول عن عدالة الامتحان ونزاهته…ولكنكم أيضًا *حماة القلوب المرتجفة*، ورفقاء التوتر الصامت.كونوا لهم *بسمةً تُطفئ قلقًا، ونظرة طيبة تزرع الأمان،* وكلمةً تشرح الصدر.المراقبة ليست حصارًا… بل رعاية،ولا نريد من قاعاتنا أن تكون سجونًا صامتة، بل محاريب تُطمئن وتُهيّئ.الأمانة عظيمة… لكنها لا تناقض اللطف،والرسالة التي تحملونها، لا تُؤدّى إلا بابتسامةٍ تُخفف، وضميرٍ لا يغفو.ختامًا…ندعو الله أن يُلهم أبناءنا الصواب، وأن يُسدد أقلامهم، ويُبارك في جهدهم،وأن تكون هذه الأيام بداية فتحٍ وخيرٍ كبير في مسيرتهم.لا تخافوا من الامتحان… فالله هو الموفّق.ولا تستهينوا بالدعاء… فهو السرّ الذي لا يُرى، لكنه يصنع العجب.ولكل طالبٍ اليوم يخشى الغد…قل: “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً.”