الزواهرة يعبّر عن فخره بخطاب جلالة الملك عبد الله الثاني وموقفه في البرلمان الأوروبي

مدار الساعة – كتب المستشار أمجد عليان الحسن الزواهرة الزواهرة– الزرقاء: يسرني أن أرفع أسمى آيات الاعتزاز والفخر، بمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، والتي عبّر عنها بكل قوة ووضوح وشجاعة في خطابه التاريخي أمام البرلمان الأوروبي، خطابٌ ليس ككل خطاب، بل صحوة ضمير من قلب المشرق العربي إلى ضمير العالم الذي طال صمته، وتراخى ميزانه، وتشوّه مفهوم عدالته. لقد جسّد جلالته في تلك الكلمة المشرّفة جوهر القيادة الهاشمية التي ورثت عن النبي العربي الهاشمي رسالة الحق والرحمة، ومضت بها عبر القرون تحمل راية الإنسان وكرامته، فكان حديثه لا عن جغرافيا فقط، ولا عن سياسة آنية، بل عن قيم إنسانية ومبادئ كونية تهتزّ لها ضمائر الأحرار، وترتعد لها حسابات الساكتين.وإنا نُدرك جيداً رمزية هذا الموقف الذي أعلنه جلالة الملك من منبر البرلمان الأوروبي، لا سيّما في هذا الظرف الإقليمي الحرج، حيث تُرتكب المجازر وتُهدَم البيوت على رؤوس أصحابها في غزة، ويقف العالم متفرجاً صامتاً صمت العاجز المتواطئ.لقد كانت كلمات جلالة الملك، بحق، صوت كل أم شهيد، ونبض كل طفل فقد عائلته، وضمير كل إنسان حرّ في هذا الشرق الجريح. لقد قال ما يجب أن يُقال، من موقع الواثق، لا المتردد، ومن منطلق صاحب المبادرة لا رد الفعل، حاملاً لواء الأردن كما هو دائمًا: صخرةً في وجه الانهيار، وجدارًا أخلاقيًا في وجه الابتذال السياسي والإنساني.نرى في خطاب جلالة الملك تجسيدًا حيًّا لما نؤمن به من ثوابت، وفي مقدمتها أن فلسطين ليست قضية حدود، بل قضية حرية وكرامة، وأن الدفاع عنها هو دفاع عن أنفسنا وعن مستقبل أولادنا.وإنا إذ نؤكد التفافنا التام حول القيادة الهاشمية، ووقوفنا خلف هذا الخطاب التاريخي وما يحمله من مضامين ورسائل للعالم، فإنني أهيب بكل أبناء الوطن، من مؤسسات مجتمع مدني، ونقابات، وبلديات، وعشائر، وأندية، ومبادرات، أن تتفاعل مع هذا الموقف وأن تحوّله إلى حالة وعي وطنية جامعة، تكرّس الأردن قلعةً للموقف الشريف، وصوتًا أخلاقيًا وإنسانيًا لا يُساوَم.كما أدعو كل الأردنيين، إلى الوقوف صفًا واحدًا خلف هذه الرسالة، ولتعزيز الدور الأردني بقيادة جلالة الملك وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله الثاني في الساحة الدولية، باعتباره الضامن لنبض الضمير الإنساني وسط عالم تتقاذفه المصالح وتضعف فيه المبادئ.وفي الختام، نضع انفسنا وما اوتينا من أمكانيات وعلاقات ومبادرات في خدمة هذه الرسالة النبيلة، إيمانًا منا بأن الأردن، بقيادته وشعبه، سيبقى أمينًا على قضية الأمة، وحارسًا للقدس، وصوتًا للحقيقة، ما بقي فينا نفسٌ ينبض وكرامةٌ تهتف.