غرايبة: من واشنطن إلى ستراسبورغ – هيبة تحتل المجالات وتصفيق يعكس الآراء

مدار الساعة – كتب: احمد نهرو غرايبة – في عالم السياسة، لا يُقاس القادة فقط بكلماتهم، بل بقوة حضورهم التي تفرض احترامًا دون طلب. يمضي الملك عبدالله الثاني بخطى ثابتة، لا يرفع صوته، لكنه يرفع مستوى التحدي والهيبة.حين زار الملك عبدالله العاصمة الأميركية واشنطن، كانت الأضواء مسلّطة، ولكن ما حدث في الكواليس وما ظهر أمام العدسات كان أبلغ من كل التوقعات. باغت دونالد ترامب، الرئيس الأميركي حينها، بوضوحه وثباته، دافع عن القدس كأنها جزء من عمّان، وتحدث عن فلسطين كأنها قلبه النابض. لم يكن اللقاء مجاملة دبلوماسية، بل وقفة عزّ لرجل دولة يحمل قضية أمّة لا يساوم فيها.ذلك اللقاء لم يكن مجرد زيارة، بل كان رسالة. ومنذ ذلك الحين، بات اسم الملك يُتداول في المكاتب السياسية العالمية لا بوصفه ملكاً فقط، بل صانع مواقفٍ تُحرج وتُوقظ وتُعيد ضبط البوصلة — في وقتٍ فقد فيه العالم بوصلته الأخلاقية، وتاهت فيه المبادئ وسط ضجيج المصالح والتحالفات.واليوم، وفي ستراسبورغ، قلب القرار الأوروبي، كان المشهد أشبه بتحية تُمنح لقادة التاريخ. وقف أعضاء البرلمان الأوروبي احترامًا، صفقوا طويلاً، لا مجاملةً، بل تقديراً لهيبةٍ تراكمت عبر السنين، ولقائدٍ يحمل همّ المنطقة بصوته الهادئ وموقفه الصلب.من بين عشرات الزعماء الذين مرّوا على المنابر الأوروبية، نادراً ما يُمنح أحد هذا الكم من التقدير. لكن الملك عبدالله لم يكن يوماً عادياً، فهو من أولئك القلائل الذين كلما وقفوا ليتحدثوا، سكت الضجيج.من واشنطن إلى ستراسبورغ، خطٌ ذهبيٌ من المهابة السياسية يمتد، ويربط بين دولتين وقارتين، ويُجمع على احترام رجلٍ لا تغيّره الرياح، بل يقف في وجهها، بوجهٍ عربيّ أصيل، وصوتٍ يحمل ذاكرة أمة وتطلعات مستقبلها.حفظ الله بلادنا وقائدنا وولي عهده وأجهزتنا الأمنية وشعب الأردن الكبير.