الشوبكي تطرح: دليل القيم في زمن الفوضى ـ تأليف: ماجده محمد الشوبكي

الشوبكي تطرح: دليل القيم في زمن الفوضى ـ تأليف: ماجده محمد الشوبكي


عندما يكون الحضور أمة ،في وقت كانت الأمم فيه غائبة ،تجد أن قيادتنا ،ما جاءت لتشبه ،بل جائت لتدهش .هذا هو حال الأردن، قيادة وشعبا ،مواقفه ثابتة راسخة ،تحدث فرقا كالشمس ،حين شروقها تبدد كل الظلمة ،وتنشر دفئا يحتوي الحياة .وفي خطاب جلالة الملك ،امام البرلمان الاوروبي ،في مدينة ستراسبورغ الفرنسية ،يوم الثلاثاء ،زعامة عالمية ،وحنكة سياسية ،من تاريخ متجذر، أعاد العالم لقيمة الأخلاقية والإنسانية .نعم ما كان صوتا يشبه الأرض،بل كان صوتا فيه غيثا، أرد للأرض، أن ينتهي منها العناء ،انه صوت بإرث سماوي مبارك ،يحمل المعنى الحقيقي للبشرية ،وهو قوة الأخلاق في زمن ضاعت بوصلته ،حتى أصبحت الفوضى ،تلتهم حتى الطفولة والحلم .لقد أصبح العالم،يعيش في دامس النزاع ،وأركانه منهارة ،في ظل النزاعات والحروب ،التي بنيت على باطل ،وما كان قرارها، إلا همجية فكر، لاذعان الآخر لسيطرته .هنا جاء بياض الصوت، بنقاء السريرة ،يضع العالم أمام أهم وأعمق مسؤولياته ،وهي العدل والسلام، فد بات هذا العالم غابة ،تأكل بعضها بعضا، تحت مسميات باطلة، فالحرب والظلم من السهل اعتناق محورها ،لكن أن تدافع عن المظلومين ،وتعيد الحق لأهلة ،وتنشر العدل والسلام، فهذا يجعلك كمن ينحت في الصخر، وهذا هو حال الأردن وقيادته، لكن إصراره وإيمانه ،العميق جعل العالم ينحني لإرادته وفكره .وضع في خطابة يده على جراح غزة ،والمقدسات الإسلامية ،وجعل لصوتهم في حضوره، صدا عميقا يوقظ هذا الكون من سباته .لأن جرح غزه ،يمثل كل جراح الإنسانية ،وعجز حتى المنظمات الحقوقية والإنسانية .وما نسي تلك المنظمات، الحقوقية والإنسانية فقد باتت عاجزة عن نفض أثار الحروب، عن رسالتها ، فتراه يمسك بكف مبادئها يهزها كي يتساقط عنها العجز، وينبت بين كفيها مقدام أصالتها .هذا الخطاب، عرى العالم أمام نفسه، فقد بات كونا لا يصلح في ترابه ،نموا اخضر ،ودق ناقوس الخطر، ليعيد رسم معالم الطريق ،نحو السلام .هذا السلام الذي لا يأتي بقوة الذخيرة، بل بقوة الحق والبصيرة ،وهذه كانت ، قوة نشرها بهذا الخطاب ،لأنة وضع الجميع ،أمام مسؤولياتهم ،التي باتت تنحرف عن المسار .البوصلة الأخلاقية وقوة القيم المشتركة ،المترسخة في قيمنا ،ومبادئنا السمحة، كانت هي السلاح الأقوى ،في وجهة الظلم والعدوان .لذا كان موقف الوطن عظيما،حين رسم القائد ،أمام العالم اجمع ،خارطة السلام، لأنه كان يعلم بقوة اليقين ، أن السلام لا يأتي بنصرة حرب ، بل بإرادة وعزيمة وإيمان ،بثه القائد للجميع ،ليكون الطريق إلية، واضح المعالم .