أوروبا تكرم الملك: دلالات هذا الحدث ـ بقلم: المحامي الدكتور يوسف البشتاوي

كان دخولاً لافتاً. عندما دخل الملك عبدالله الثاني قاعة البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.صفّق الحضور. لم يكن مجرد فعل بروتوكولي، بل كان تعبيرًا سياسيًا واضحًا عن دعم المواقف الملكية.التحالف الذي بناه الأردن مع أوروبا لم يكن حديث عهد لكنه في السنوات الماضية قفز قفزات نوعية جعل السياسة الاردنية في عين المنظار الاوروبي.وإذ عكس التقدير الكبير لدور الملك القيادي وصوته المعتدل في منطقة تموج بالصراعات، كان التصفيق الحار الذي حظي به الملك عبدالله الثاني خلال كلمته في مقر البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ. والاستقبال الحار والحفاوة اللافتة من قبل أعضاء البرلمان، مشهد يسرد لك حكاية عمق العلاقات الاردنية الاوروبية.لقد وقف النواب الاوروبيون مطولًا، وهم يصفقون في مشهد أكد احترام أوروبا لسياسة الملك، القائمة دائماً على السلام والدّالة دوماً إلى الطريق الأمثل.”نحن نعيش موجة تلو الأخرى من الاضطرابات دون توقف فلا عجب أننا نشعر بأن عالمنا قد ساده الانفلات”، قال الملك، مشيراً “نشعر وكأن العالم فقد بوصلته الأخلاقية فالقواعد تتفكك والحقيقة تتبدل كل ساعة والقيم العالمية تتراجع أمام التطرف الأيديولوجي”.”أعربت في خطابي هنا قبل خمس سنوات، عن قناعتي التامة بأن أمامنا دوما الإمكانية لأن نختار الطريق الأمثل لنكون أفضل وأكثر وحدة. وقبل ثمانين عاما، قمتم باختيار ذاك الطريق الأمثل لأوروبا، ولفترة طويلة من الزمن، ساهمت خياراتكم في تشكيل عالم أكثر استقرارا، مبنيا على المبادئ السامية” ذكّرهم الملك.نعم لم يكن مشهداً بروتوكولياً بل حكاية علاقات وثيقة المتانة بناها الملك مع المسؤولين الاوروبيين.وكان جلالة الملك عبدﷲ الثاني، لدى لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، أمس الثلاثاء، دعا الى ضرورة التحرك الفوري لخفض التصعيد الخطير في المنطقة، إثر الهجمات الإسرائيلية على إيران.وأشار جلالته خلال اللقاء، الذي عقد في مقر البرلمان الأوروبي، إلى أن استمرار هذه الهجمات يهدد بالمزيد من التوتر وتوسع الصراع.وأكد جلالة الملك حرص الأردن على إدامة التنسيق مع الدول الصديقة والفاعلة للتوصل إلى التهدئة الشاملة، لافتا إلى أهمية الدور الأوروبي بهذا الصدد.وأعاد جلالته التأكيد على موقف الأردن بألا يكون ساحة حرب لأي صراع، ولن يسمح بتهديد أمنه واستقراره وسلامة مواطنيه.وجدد جلالته التأكيد على أهمية العمل بشكل فاعل على إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.