الرؤية الشاملة والعميقة لخطاب الملك ـ تأليف: ينال البرماوي

الرؤية الشاملة والعميقة لخطاب الملك ـ تأليف: ينال البرماوي


تحدث الملك برؤية شمولية وعميقة لواقع المنطقة والتحديات التي تواجهها في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتنموية ما يعكس موقف الأردن الأكثر دعماً من غيره للقضية الفلسطينية والدفاع عنها وتعرية الاحتلال الإسرائيلي وممارساته ونبذ أعماله العدوانية وجرائمه في غزة ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ووضع حد للكارثة الانساسية في غزة ووقف التصعيد الأخير الذي اشعل فتيله الاحتلال .في لحظة شديدة الحساسية على مستوى المنطقة والعالم ككل وضع جلالة الملك المجتمع الدولي مجددا أمام مسؤولياته الأخلاقية التي يتوجب أن يتمسك بها للتصدي الى أكبر حالة استقواء وتجاهل للقانون الدولي تمارسها دولة الاحتلال الاسرائيلي بدعم مطلق من الولايات المتحدة والغرب تقوم على القتل والتدمير والسعي وراء أطماع توسعية وخزعبلات نسجها الصهاينة الأوائل ما وضع الشرق الأوسط في حالة مستمرة من الاضطرابات وعدم الاستقرار والحروب المتوالية التي لا يقرأ منها الا خدمة المشروع الصهيوني وباعتباره راعيا للمصالح الأمريكية والغربية في الأقليم وليس آخرها العدوان على إيران.خطاب الملك أمام البرلمان الأوروبي حمل مضامين المرحلة الحالية وما تشهده المنطقة من اضطرابات سببها الأساسي « اسرائيل « وسط صمت عالمي مطبق وتغاضي عن جرائم الاحتلال التي تستهدف وأد أهلي قطاع غزة حيث شخص جلالته معاناة سكانه ببلاغة تؤشر الى عظم الكارثة التي حلت بالفلسطينيين والتنكيل بهم وتدمير مقدراتهم التنموية والبنى التحتية .كما أشار الخطاب الملكي بوضوح الى تطور دوامة الصراع في المنطقة والذي تقف خلفه «اسرائيل» في كل مرة وترسخ أخيرا بالاعتداء على ايران وما قد ينتج عنه من تداعيات ستدفع دول المنطقة والعالم بأكمله أثمانها انسانيا واقتصاديا وتنمويا وزعزعة الاستقرار العالمي بشكل أكبر .إحدى المعضلات الأساسية التي واجهت التنمية الاقتصادية في المنطقة تعود الى توالي الاضطرابات وعدم حل القضية الفلسطينية وتسوية القضايا الاقليمية خاصة ملف إيران النووي وأطماع الاحتلال التوسعية على حساب المنطقة العربية .وفي هذا السياق جاءت تأكيدات الملك بأن المجتمع الدولي مر بالعديد من الاضطرابات السياسية والتكنولوجية والاقتصادية من جائحة فيروس كورونا وتهديدات أمنية جديدة وتسارع تكنولوجي غير مسبوق إلى المعلومات المضللة التي تفشت بشكل مفرط، وحرب شديدة في أوكرانيا وحرب قاسية على غزة وأخيرا الهجمات الإسرائيلية على إيران والتي تهدد بتصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.وعكس التفاعل الكبير من قبل أعضاء البرلمان الأوروبي وتصفيقهم الحار وقوفا عدة مرات لجلالة الملك أثناء إلقاء الخطاب مكانة الأردن وقيادته على المستوى الدولي والإيمان بدوره تجاه قضايا المنطقة والعالم.