الدكتورة المحامية ثروت الحلواني: الملك عبدالله الثاني في البرلمان الأوروبي – أوروبا تواجه امتحان الإنسانية

في خطاب ناري ومباشر أمام البرلمان الأوروبي، أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني نداءً أخلاقيًا مدوّيًا باسم الإنسانية وحقوق الشعوب، واضعًا أوروبا أمام مرآة قيمها. موقف جلالة الملك
تحت قبة البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ يوم 17 حزيران 2025، دقّ جلالة الملك عبد الله الثاني ناقوس الخطر، محذراً من «نسخة مخزية من الإنسانية» تتكشف أمام أعين العالم في غزة.
– أكد أن “ما يحدث في غزة ينافي القانون الدولي والأخلاق، ويرتد عليه سلباً في الضفة الغربية يومياً”.
– شدّد على أنّ “الفلسطينيين، كأي شعب، يستحقون الحرية والسيادة وإقامة دولتهم المستقلة”.
– أشار إلى توسّع المواجهة لتشمل إيران، محذّراً من عواقب غير مسبوقة قد تؤدي إلى تعقيد الأوضاع الأمنية عالمياً.
– أبرز أنّ “الأمن الحقيقي ينبع من القيم المشتركة وليس من القوة العسكرية”، وأن السلام المفروض بالقوة لا يدوم.الدعوة إلى أوروبا والاتحاد
– هدّد بأن “في حال فشل المجتمع الدولي بالتحرك بحزم، نصبح شركاء في إعادة تعريف ما يعني أن نكون إنساناً”.
– خاطب الأوروبيين: “هذا العام هو لحظة مفصلية… وستلعب قيادتكم دوراً حيوياً”.
– دعا إلى مراجعة العلاقة الاقتصادية مع إسرائيل، بما في ذلك إمكانية تعليق اتفاقية الشراكة أو فرض عقوبات، استناداً إلى انتهاك المادة 2 الخاصة بحقوق الإنسان.رد الفعل الأوروبي
– خلف الخطاب أثار جدلاً واضحاً:
• أطياف من اليسار (الاشتراكيون، الخضر) طالبت بفرض عقوبات فورية وفرض حظر على صادرات الأسلحة تجاه إسرائيل.
• المحافظون و”شعبويّو اليمين” أبدوا تحفظاً، داعين إلى مراعاة “التحالفات التاريخية” مع تل أبيب.خلاصة موجزة* موقف الأردن:رفض صريح للانتهاكات الجارية في غزة والضفة الغربية، ودعوة عاجلة لتمكين الفلسطينيين من حقوقهم، مع تحذير واضح من تداعيات التصعيد الإقليمي، خصوصًا في ظل التوتر مع إيران.* رسالة الملك:الملك عبدالله الثاني أكد أن القيم الأخلاقية والمشتركة، لا القوة العسكرية، هي مفتاح الأمن الحقيقي والسلام المستدام. وشدد على أن الصمت الدولي يُعد شراكة في إعادة تعريف الإنسانية بشكل مشوَّه.* موقف البرلمان الأوروبي:انقسام داخلي واضح؛ فبينما دعت كتل اليسار والخضر إلى فرض عقوبات صارمة وتعليق الاتفاقيات مع إسرائيل، تمسكت تيارات اليمين والمحافظين بالمصالح التاريخية والتحالفات التقليدية.خاتمة :
في خطاب واضح وصريح، طرح جلالة الملك عبدالله الثاني أوروبا أمام اختبار أخلاقي وإنساني تاريخي: هل تلتزم بقيمها أم تنسحب أمام صفقات سياسية؟ الآن، وزر الاختيار ومحوره على عاتق المؤسسة الأوروبية.