المواجدة تكتب: العلاقات المتوترة بين إسرائيل وإيران والهجمات المتبادلة – بقلم: ليندا المواجدة

المواجدة تكتب: العلاقات المتوترة بين إسرائيل وإيران والهجمات المتبادلة – بقلم: ليندا المواجدة


من الواضح أن المنطقة والإقليم تتجه نحو منزلق خطير تستدعي المبادرة إلى التهدئة قبل الوصول إلى مرحلة ألا عوده حيث تقود الاستهدافات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران الى التصعيد الخطير وجر المنطقة إلى مواجهة أوسع ، من جانبها إسرائيل والتي كانت المبادرة بتوجيه الضربات الجوية المتتالية الى إيران والتي جاءت نتيجة للمفاوضات والطريق التي وصلت اليها بين الجانبين الأمريكي والإيراني ، تعنت إيران من خلال تمسكها بحق التخصيب وأن المسألة ليس لها تفسير في الجانب الإيراني إلا انها مسألة حياة أو موت بالنسبة للنظام الإيراني ومسألة سيادية لا يجب التخلي عنها ، الجانب الأميركي بدوره عرض عدة مقترحات لتزويد إيران باليورانيوم المخصب حسب الحاجة وثنيها عن السعي للحصول على القنبلة النووية والتي تعتبرها إسرائيل تهديداً وجودياً لها من خلال رفضها للمحادثات النووية الجارية بين واشنطن وطهران وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي جاء سلبياً تجاه طهران وهذه الفرصة المناسبة لإسرائيل والتي كانت تعد العدة سلفا للقيام بعملية عسكرية ضد طهران لتدمير قدراتها العسكرية والصاروخية وضرب المنشآت النووية ومراكز تخصيب اليورانيوم في منشآت نطنز وفوردو ومشهد وتبريز وإجهاض المشروع النووي برمته من خلال تلك الغارات الجوية المتتالية على إيران ، وكانت إسرائيل قد إستهدفت كافة القيادات العسكرية من الصف الأول في هجوم مباغت على إيرانالولايات المتحدة من جانبها كانت ترفض قيام إسرائيل بضرب إيران في البداية إلا أنه في عقاب تلك الهجمات الواضح أن أمريكا أصبحت تدعم تلك الهجمات ان كانت ستحقق إسرائيل النجاحات المرجوة والذي يتمثل بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني وتدمير قدراتها الصاروخية وبتر كافة الاذرع الإيرانيه في المنطقة والإقليم قبل الجلوس الى الجولة السادسة وربما الاخيرة في محادثات الإتفاق النووي الإيراني مع الولايات المتحدة حيث تعتبر الولايات المتحدة هذه الضربات ستؤدي إلى إضعاف المفاوض الإيراني وبالمقابل الحصول على تنازلات إيرانية تفضي للوصول الى إتفاق يناسب واشنطن إلا أن إيران متمسكة بمواقفها بحقها بتخصيب الى الدرجات التي تمكنها من تطوير ربما أسلحة نوويةوهنا اصبحت تجري الرياح بما لا تشتهي السفن استهدافات متبادلة بين تل ابيب وطهران ، إسرائيل تشن غارات جوية متتالية ، إيران تقوم بالرد من خلال هجمات صاروخية ألحقت أضرارا جسيمة في الجانبين مما دفع رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بحظ أمريكا على المشاركة بتلك الضربات الا ان تحذيرات الرئيس الأميركي لإيران بعدم إستهداف المصالح والقواعد العسكرية الاميركية سيبقي امريكا بعيدة عن المشاركة إلى جانب إسرائيل لكن من الواضح أن الامور تتجه نحو مزيد من التوتر والتصعيد رغم إعلان الرئيس الاميركي ترامب عن دعوة الطرفين الايراني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات لحل الازمة على غرار النموذج الهندي والباكستاني بإنهاء النزاع بينهما خلال الأيام الاولى لاندلاع الحرب بينهما إلا هنا الوضع مختلف تماما ، إسرائيل تعتبر المنشآت النووية الإيرانية وتخصيب اليورانيوم تهديدا وجوديًا لها ، إيران ايضا تنظر الى الجانب السيادي لها وحقها في تطوير الصناعة النووية المدنيةهنا الامور أكثر تعقيداً وصعوبة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين الاسرائيلي والايراني مما قد يفضي الى حرب إقليمية شاملة تتحضر لها المنطقة والإقليم وأن هذه الهجمات التي تشنها إسرائيل ما هي الا تمهيداً لاندلاع النزاع الشامل وخاصة فيما إذا اختارت الولايات المتحدة الاميركية الوقوف الى جانب إسرائيل والمشاركة بتلك الضربات وهذه المؤشرات تقودنا إلى ان المنطقة والاقليم على ابواب الجحيم وهذا ما تريده حكومة نتنياهو في إسرائيل وليس لديها الرغبة بالتهدئة بل ساعية لتحقيق اهدافها الاستراتيجية من خلال كمًا ذكرت تدمير المنشات النووية وتدمير القدرات العسكرية والصاروخية لإيران وبتر الاذرع الايرانية في المنطقة ولن تقبل بأقل من هذا ، اذن التعنت الاسرائيلي لتحقيق تلك الاهداف سيترك الباب مفتوحا على طريق الحرب الشاملة رغم العروض من الوسطاء مثل الرئيس الروسي بوتين والذي قالت عنه مصادر اوروبية بأنه غير موضوعي ومن ثم الرئيس التركي أردوغان ايضا للتوسط الا ان ما يلوح في الافق عكس ذلك وقد يؤدي في قادم الايام الى حرب اقليمية أوسع